شهدت مواجهة ليفربول أمام آينتراخت فرانكفورت يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، ضمن الدوري الأوروبي للأبطال، قراراً جريئاً من المدرب الهولندي آرني سلوت بإيقاف النجم المصري محمد صلاح عن اللعب أساسياً للمرة الثانية على التوالي في البطولة الأوروبية الكبرى.
وجاء هذا الإجراء بعد أن جلس صلاح على مقعد الاحتياط في اللقاء السابق أمام غلطة سراي التركي، الذي انتهى بهزيمة الريدز 1-0، مما يمثل أول مرة منذ انضمامه إلى النادي عام 2017 يحدث فيه ذلك في مباراتين أوروبيتين متعاقبتين.
أدخل سلوت خمس تعديلات جذرية على التشكيلة الأساسية، مستجيباً لسلسلة الهزائم الأربع المتتالية التي تعرض لها الفريق في جميع المسابقات، والتي شملت خسارات أمام كريستال بالاس وتشيلسي في الدوري الإنجليزي الممتاز، وغلطة سراي في دوري الأبطال، ومانشستر يونايتد في الدوري بفارق 2-1.
وفي غياب صلاح، اختار سلوت الاعتماد على مهاجميه الجدد هوغو إيكيتيكي وألكسندر إيساك في الهجوم، إلى جانب فلوريان فيرتز في خط الوسط، وجيريمي فريمبونغ وآندي روبرتسون في الدفاع، مع كيرتس جونز في الوسط. وغير سلوت التشكيلة التقليدية من 4-2-3-1 إلى 4-4-2 أكثر توازناً، بهدف مواجهة أسلوب فرانكفورت الهجومي السريع.
يأتي قرار الإيقاف في أعقاب موجة انتقادات حادة وجهها صلاح من قبل النقاد وأساطير الكرة الإنجليزية، بسبب تراجع أدائه الملحوظ في الفترة الأخيرة. فقد سجل اللاعب البالغ من العمر 33 عاماً ثلاثة أهداف فقط وصنع ثلاثة أخرى في 11 مباراة هذا الموسم، بعيداً عن مستواه الاستثنائي الذي أدى إلى تسجيل 34 هدفاً في الموسم الماضي، والذي جعله مرشحاً لكرة الذهب.
وأبرز المنتقدين جيمي كاراغر، أسطورة ليفربول، الذي اقترح صراحة إيقاف صلاح عن اللعب أساسياً، معتبراً أنه “لم يعد يستحق مكانه التلقائي في التشكيلة”، خاصة في المباريات الخارجية التي تتطلب جهداً دفاعياً إضافياً.
وقال كاراغر في برنامج “سكاي سبورتس”: “صلاح يجب أن يلعب في أنفيلد حيث يكون الفريق مسيطراً، لكنه في الخارج، مع تراجع مستواه، يجب الاعتماد على الشباب مثل إيساك وفيرتز”.
ودافع اللاعب المصري السابق أحمد المهدي عن صلاح، معتبراً انتقادات كاراغر “هراءً”، مشيراً إلى إسهاماته التاريخية في النادي.
أوضح سلوت قرار إيقافه بأنه تكتيكي بحت، مرتبط بأسلوب الخصم، قائلاً: “فرانكفورت يلعب بسرعة، لذا اخترنا تشكيلة توازن بين الهجوم والدفاع، لكن صلاح سيؤثر من الاحتياط كما دائماً”.
ودخل صلاح الملعب في الدقيقة 74 بديلاً عن إيكيتيكي، الذي ساهم في هدف الافتتاح، وسط فوز كبير لليفربول 5-1، أكبر انتصار له في عهد سلوت حتى الآن، مع مساهمة فيرتز بأول أسيست له منذ انتقاله بـ116 مليون يورو من باير ليفركوزن.
وأنهى فيرتز أداءه بمساعدة حاسمة، بينما سجل إيساك هدفه الثاني في سبع مباريات فقط بعد انتقاله من نيوكاسل مقابل 125 مليون جنيه إسترليني.
أثار الإيقاف جدلاً واسعاً بين الجماهير، حيث رأى البعض فيه “تضحية استراتيجية” لإعادة إشعال حماس صلاح، بينما حذر آخرون من أن غيابه المتكرر قد يؤثر على معنويات الفريق.
ومع ذلك، أكد سلوت ثقته بالمصري، مشيراً إلى أن “صلاح لا يزال يجد المواقع الجيدة، وسنشهد عودته القوية قريباً”.
يواجه ليفربول الآن تحدياً لاستعادة الثقة، مع مباراة قادمة أمام برينتفورد في الدوري، وسط مخاوف من أن تستمر الهزائم إذا لم يتعافَ الفريق من أزمته الحالية، التي شهدت إصابات مثل تلك لأليسون بيكر، وغياب ترينت ألكسندر-أرنولد الذي انتقل إلى ريال مدريد.
