عقد نائب حاكم إمارة أبوظبي ومستشار الأمن الوطني الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، لقاءً هاماً مع المبعوث الخاص الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جاريد كوشنر، خلال زيارتهما إلى الإمارات يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2025.
وجاء اللقاء في إطار جولة إقليمية للوفد الأمريكي، التي بدأت يوم الاثنين في إسرائيل، بهدف تعزيز الدعم الإقليمي لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، بعد مفاوضات مكثفة في شرم الشيخ بمصر.
وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية (وام)، ركزت المباحثات على آخر التطورات المتعلقة بالهدنة، ودعم الجهود الأمريكية لضمان استمرارية الاتفاق ضمن خطة الرئيس ترامب الشاملة لإنهاء الصراع.
وأعرب الشيخ طحنون عن إشادته الكبيرة بجهود ترامب “لإنهاء الحرب في غزة وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة”، مشيداً بدور ويتكوف وكوشنر “البارزين” في هذه العملية الدبلوماسية.
كما تناولت الجلسة سبل تعزيز الاستقرار الإقليمي، وخروج الشرق الأوسط من دورة التصعيد المستمر، لصالح فرص الازدهار والتنمية المستدامة، مع التركيز على دور الدول الخليجية في دعم الجهود الإنسانية والاقتصادية لإعادة إعمار غزة.
يأتي هذا اللقاء ضمن حملة أمريكية مكثفة لإسناد الاتفاق، الذي يشمل المرحلة الأولى من تبادل الرهائن والأسرى، حيث أفرجت إسرائيل عن أكثر من 1700 فلسطيني مقابل 20 رهينة إسرائيلي حياً، وسحب جزئي للقوات الإسرائيلية من 53% من أراضي القطاع.
وشهد الاتفاق مشاركة الوسطاء العرب مثل مصر وقطر، بالإضافة إلى تركيا، في صياغة الوثيقة المكونة من 20 نقطة، التي تهدف إلى نزع سلاح حماس تدريجياً وإنشاء هيئة دولية لإدارة الفترة الانتقالية.
ومع ذلك، أثار الاتفاق جدلاً حول صلاحيات كوشنر، الذي يُتهم بـ”تضارب مصالح” بسبب استثماراته السابقة في المنطقة، رغم دوره البارز في إقناع نتنياهو بتقديم اعتذار لقطر بعد غارة إسرائيلية في الدوحة.
وفي سياق متصل، أكدت الإمارات التزامها الإنساني تجاه غزة، حيث ساهمت في إرسال مساعدات طبية وغذائية عاجلة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وسط مخاوف من خروقات محتملة قد تعرقل المراحل الثانية والثالثة، التي تشمل إعادة الإعمار الكامل وإعادة توطين السكان.
ويُتوقع أن يستمر الوفد الأمريكي جولته إلى الرياض والقاهرة لتعزيز الدعم الخليجي والعربي، مع التركيز على تجنب أي تصعيد يهدد الزخم الإيجابي الحالي.
