رئيس كولومبيا يعلن مقاضاة ترامب قضائياً بتهمة التشهير والقدح

أفاد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2025، بقراره اتخاذ إجراءات قانونية ضد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في محاكم الولايات المتحدة، بتهمة القدح والذم، بعد أن وصفه ترامب خلال مؤتمر صحفي بـ”البلطجي” و”زعيم مخدرات غير قانوني”.
وأكد بيترو، اليساري الذي يقود كولومبيا منذ عام 2022، أنه “سيستعين بمحامين أمريكيين للدفاع عن نفسه أمام القضاء الأمريكي”، ردًا على “الافتراءات والإهانات التي أطلقها مسؤولون كبار أمريكيون على الأراضي الأمريكية”.
جاء هذا الإعلان في سياق تصاعد التوترات بين واشنطن وبوغوتا، حيث تبادل الرئيسان الإهانات العلنية في الأشهر الأخيرة، مما ألقى بظلال على العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين كحليفتين تقليديتين في أمريكا اللاتينية.
وقد أدى خلافاتهما إلى تهديدات أمريكية بقطع المساعدات المالية، التي تصل إلى مئات الملايين سنويًا، وفرض تعريفات جمركية على الواردات الكولومبية، بالإضافة إلى إلغاء تأشيرة بيترو بعد مشاركته في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في نيويورك.
من جانبه، أعرب السفير الكولومبي في واشنطن، دانيال غارسيا بينا، عن إدانته الشديدة لتهديدات ترامب، الذي حذر باتخاذ “إجراءات بالغة الخطورة” ضد كولومبيا ورئيسها.
وقال غارسيا بينا، في تصريحات لوكالة فرانس برس من بوغوتا بعد استدعائه للتشاور مع الحكومة الكولومبية:
ما صدر عن ترامب غير مقبول تمامًا، ولا يمكن تبريره تحت أي ظرف”.
وأضاف بنبرة تعبر عن الدهشة:
هناك أمور غير مسموحة على الإطلاق في مثل هذه التصريحات، محذرًا من أن هذه التصعيدات تهدد الروابط التي جمعت البلدين لأكثر من قرنين.
وفي سياق متصل، اتهم بيترو الولايات المتحدة بانتهاك مجالها البحري وارتكاب “جريمة قتل” خلال غارة عسكرية في سبتمبر الماضي، أسفرت عن مقتل صياد كولومبي يدعى أليخاندرو كاررانزا.
وأوضح بيترو أن كاررانزا، الذي لم يكن له أي صلة بتهريب المخدرات، كان يعمل يوميًا في الصيد، وأن قاربه تعطل وكان يرسل إشارة استغاثة في المياه الإقليمية الكولومبية عندما استهدفته القوات الأمريكية.
وقال: ارتكب مسؤولو الحكومة الأمريكية قتلًا وانتهاكًا لسيادتنا في مياهنا الإقليمية، مطالبًا بمحاكمات جنائية للمسؤولين الأمريكيين إذا ثبت تورطهم.
ردًا على ذلك، أعلن ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال” أن بيترو “يشجع إنتاج المخدرات على نطاق واسع” و”لا يفعل شيئًا لإيقافها رغم الدعم الأمريكي الكبير”، مهددًا بـ”إغلاق هذه الحقول القاتلة بنفسنا، ولن يكون الأمر لطيفًا”.
وأكد ترامب أن حملته العسكرية ضد “الإرهابيين الناركو” في الكاريبي، التي أسفرت عن مقتل 27 شخصًا على الأقل في غارات على قوارب مشتبه بها، حققت ضربات حاسمة لتجارة المخدرات، دون تقديم أدلة على تورط القتلى في التهريب.
أثار الخبراء القانونيون تساؤلات حول شرعية هذه الغارات، مشيرين إلى أن القتل التلخيصي غير قانوني حتى لو كان يستهدف مهربي مخدرات مؤكدين، وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان وقانون النزاعات المسلحة.
كما حذروا من أن عدم التحقق من هوية الأهداف قبل الضرب قد يؤدي إلى حوادث مثل مقتل كاررانزا، مما يعزز التوترات الإقليمية.
ويأتي هذا التصعيد وسط حملة ترامب الواسعة ضد فنزويلا وكولومبيا، حيث نشرت الولايات المتحدة قوات بحرية وجوية كبيرة في الكاريبي، مما أثار مخاوف من تدهور العلاقات مع أمريكا الجنوبية بأكملها.
أثار القرار إشادات من قبل مؤيدي بيترو، الذين يرونه دفاعًا عن الكرامة الوطنية، بينما حذر مراقبون من أن المقاضاة قد تختبر قوانين التشهير الدولية وتؤثر على الدبلوماسية الأمريكية-اللاتينية.
وفي تصريح على منصة إكس، أكد بيترو رفضه لـ”الإبادات الجماعية والقتل من قبل السلطة في الكاريبي”، مطالبًا بدعم دولي لمكافحة تجارة المخدرات دون اللجوء إلى العنف.