ترامب يلغي قمة بوتين: محادثات جيدة لكنها بلا فائدة ويفرض عقوبات على النفط الروسي

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2025، إلغاء قمة كانت مقررة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بودابست، معبراً عن إحباطه من عدم تحقيق تقدم في المفاوضات الدبلوماسية حول أوكرانيا، ومؤكداً أن التوقيت غير مناسب حالياً.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: “لم أشعر بأن الاجتماع مناسب، ولم أعتقد أننا سنصل إلى الهدف المرجو، لذا ألغيته، لكننا سنعقده في المستقبل”.
وأضاف بنبرة تعبر عن الخيبة: “كل مرة أتحدث فيها مع فلاديمير، تكون المحادثات جيدة، لكنها لا تسفر عن أي نتيجة ملموسة”.
جاء الإلغاء بعد مكالمة هاتفية “منتجة” بين وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الاثنين، أدت إلى إلغاء الحاجة إلى اجتماع شخصي إضافي بينهما، وفقاً لمسؤول أبيض.
وكانت القمة، التي أعلن عنها ترامب بعد مكالمة مع بوتين في 16 أكتوبر، تهدف إلى بناء على قمة سابقة في ألاسكا أغسطس الماضي، لكن روسيا رفضت وقف إطلاق نار فوري وتمسكت بمطالبها بتركيات أوكرانية كبيرة، مما أعاق التقدم.
وأكد متحدث الكرملين دميتري بيسكوف أن القمة “لم تكن نهائية أصلاً”، مشيراً إلى حاجة لتحضيرات جادة قد تستغرق وقتاً.
يتزامن الإلغاء مع فرض عقوبات أمريكية جديدة على صادرات النفط الروسية، كجزء من حملة ضغط أوسع على موسكو بسبب استمرار عملياتها العسكرية في أوكرانيا.
وأعلن ترامب أن هذه الإجراءات “مؤقتة” ويهدف إلى جعل بوتين “أكثر عقلانية”، معبراً عن أمله في عودة المفاوضات قريباً.
وفي بيان رسمي، أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت فرض عقوبات على أكبر شركتي نفط روسيتين، روسنفت ولوك أويل، بالإضافة إلى عشرات الشركات التابعة لهما، واصفاً رفض موسكو “إنهاء هذه الحرب العبثية” بأنه “غير مقبول”.
وقال بيسنت: “حان الوقت لوقف القتل وتحقيق وقف إطلاق نار فوري”، مضيفاً أن الوزارة مستعدة لمزيد من الإجراءات إذا لزم الأمر، وداعياً الحلفاء للانضمام إليها.
تأتي هذه العقوبات بعد ضغوط حزبية مشتركة على ترامب لتصعيد الضغط على قطاع النفط الروسي، الذي يمول آلة الحرب الكرملينية، وتشمل حظر أي تعاملات مالية أمريكية مع هذه الشركات، مما قد يؤثر على أسعار النفط العالمية التي ارتفعت بنسبة 2.5% بعد الإعلان.
ويُعد هذا التحرك أول عقوبات رئيسية على روسيا في العهد الثاني لترامب، رغم وعوده السابقة بإنهاء الحرب بسرعة، ويأتي وسط رفض الكرملين لأي تنازلات، مع استمرار الهجمات الجوية الروسية على مدن أوكرانية.
كما أعربت أوروبا عن دعم للعقوبات، حيث وافقت الاتحاد الأوروبي على حزمة 19 تشمل حظر واردات الغاز الطبيعي المسال الروسي، بينما فرضت بريطانيا عقوبات مماثلة الأسبوع الماضي.
أثار الإلغاء انتقادات من قادة أوكرانيين وأوروبيين، حيث وصف الرئيس فولوديمير زيلينسكي وثمانية قادة أوروبيين “تكتيكات التسويف الروسية” بأنها تثبت أن “أوكرانيا الوحيدة الجادة في السلام”، محذرين من أن بوتين يفضل “العنف والدمار”.
ومع ذلك، يرى مراقبون أن هذا التحول يعكس إحباط ترامب المتزايد، بعد فشل قمة ألاسكا في تحقيق تنازلات، ويفتح الباب لضغوط أكبر على موسكو، بينما يستمر الضغط على كييف لقبول خطوط الجبهة الحالية كنقطة انطلاق للتفاوض.