بعثة ضباط سوريين إلى كليات عسكرية سعودية وتركية لتعزيز التعاون العسكري

أعلن اللواء مرهف أبو قصرة، وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، يوم الأربعاء 23 أكتوبر 2025، عن انطلاق بعثة من طلاب الضباط السوريين للدراسة في الكليات العسكرية التابعة للمملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا.
ويأتي هذا الإعلان في سياق جهود الحكومة الجديدة لبناء جيش موحد وتطوير قدراته، بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، حيث تولى أبو قصرة منصب الوزير في يناير 2025، بعد ترقيته إلى رتبة لواء.
وأكد أبو قصرة، في بيان نشر عبر منصة “إكس” التابعة لوزارة الدفاع، أن هذه الخطوة تنطلق من “إيمان الوزارة بأهمية العلم في بناء الجيوش وتطوير منظوماتها”، بهدف تعزيز التعاون الأكاديمي والعسكري مع الدول الصديقة، وتنمية الكفاءات، وتأهيل كوادر عسكرية تمتلك معرفة متقدمة بأحدث منظومات الأسلحة وأساليب الحرب الحديثة.
وأضاف أن الابتعاث يساهم في “توطيد علاقات التعاون وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة”، مشدداً على أهمية تبادل الخبرات لتطوير القدرات العسكرية للجيش العربي السوري.
وفي الإطار نفسه، ثمّن الوزير السوري الدعم السعودي والتركي، معربًا عن “الشكر والتقدير” لكلا البلدين على تعاونهما البنّاء في استقبال البعثة، وعلى حرص مؤسساتهما العسكرية على تبادل الخبرات.
وأشار إلى أن هذا التعاون يعكس التزام الدول الثلاث بتعزيز الروابط الثنائية، خاصة في ظل التحديات الأمنية الإقليمية، مثل مكافحة الإرهاب وإعادة بناء الاستقرار في سوريا بعد سنوات من النزاع.
يُعد هذا الابتعاث جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة هيكلة الجيش السوري، حيث أعلن أبو قصرة سابقًا في مايو 2025 عن دمج جميع الوحدات العسكرية ضمن وزارة الدفاع، ودعوة قادة الفصائل للانضمام إلى الكلية العسكرية للحصول على رتب رسمية.
ويأتي الإعلان أيضًا بعد ترقيات عسكرية أثار جدلاً، شملت منح رتب لقادة سابقين في المعارضة، وفي سياق رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا في مايو 2025، الذي طالب فيه الرئيس دونالد ترامب دمشق بإبعاد “الإرهابيين الأجانب”.
وأبو قصرة نفسه، المولود في حلفايا بمحافظة حماة عام 1983، ومعروف باسمه الحربي “أبو حسن الحموي”، كان قائدًا سابقًا في هيئة تحرير الشام، وقاد عمليات عسكرية رئيسية ضد النظام السابق.