اليوم العالمي للروماتيزم 2025: تعرف على أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي وأسبابه
في اليوم العالمي للروماتيزم لعام 2025، تتجدد الجهود لزيادة الوعي حول التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض مناعي ذاتي مزمن يسبب التهاباً وتورماً وألماً في المفاصل.
يُعد الروماتيزم مصطلحاً يشمل أكثر من 100 حالة مرضية تؤثر على المفاصل والأنسجة الضامة، ويبرز التهاب المفاصل الروماتويدي كأحد أكثر أنواعه شيوعاً وخطورة، حيث يؤدي إلى التهاب بطانة المفاصل، مما قد يسبب تآكل العظام وتشوه المفاصل بمرور الوقت.
الفرق بين الروماتيزم وأمراض المفاصل الأخرى
يختلف التهاب المفاصل الروماتويدي عن التهاب المفاصل العظمي، الذي ينتج عادةً عن تآكل المفاصل بسبب الاستخدام المفرط. في الروماتيزم، يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة عن طريق الخطأ، مما يسبب التهاباً مزمناً.
رغم التقدم في العلاجات الحديثة، يبقى المرض قادراً على إحداث أضرار دائمة بالمفاصل وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي
تشمل الأعراض الرئيسية ألم المفاصل وتورمها وشعوراً بالدفء، مع تيبّس صباحي قد يستمر لأكثر من 45 دقيقة.
يصاحب ذلك الإرهاق والحمى وفقدان الشهية. يبدأ المرض عادةً في المفاصل الصغيرة مثل مفاصل اليدين والقدمين، وقد يمتد إلى الركبتين والوركين والمرفقين والرسغين والكاحلين، وغالباً ما تظهر الأعراض على جانبي الجسم بشكل متماثل.
لا تقتصر الآثار على المفاصل، بل قد تمتد إلى الجلد، العينين، الرئتين، القلب، الجهاز العصبي، والدم. تتسم الحالة بفترات هدوء (هدأة المرض) وفترات تفاقم (نوبات الاحتدام)، مما يجعل تطور الأعراض يختلف من شخص لآخر. مع مرور الوقت، قد تؤدي تشوهات المفاصل إلى صعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
متى يجب زيارة الطبيب؟
يُوصي الخبراء باستشارة الطبيب إذا استمر ألم المفاصل وتورمها لأكثر من أسابيع، خاصة إذا ترافق ذلك مع تيبّس صباحي طويل أو إرهاق عام.
على سبيل المثال، تروي المريضة فيرجينيا ويمر، بحسب “مايو كلينيك”، كيف عانت لسنوات من ألم في الركبتين والمعصمين، ظناً منها أنه ناتج عن ممارسة الكرة الطائرة، لتكتشف لاحقاً إصابتها بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
أوضحت طبيبتها أن المرض ينجم عن هجوم الجهاز المناعي على الغشاء الزليلي المغلف للمفاصل، مما يسبب التهاباً يتلف العظام والغضاريف.
ساعدت الأدوية مثل الميثوتريكسيت والستيرويدات في السيطرة على الأعراض، مما مكّن العديد من المرضى من استعادة جزء كبير من نشاطهم اليومي.
أسباب الإصابة وعوامل الخطر
لم يُحدد العلماء سبباً دقيقاً للروماتيزم، لكنه يُعتقد أنه نتيجة تفاعل بين عوامل وراثية وبيئية، مع احتمال تأثير الهرمونات. قد تُحفّز بعض الفيروسات ظهور المرض لدى الأشخاص ذوي الاستعداد الجيني. تشمل عوامل الخطر:
– النوع: النساء أكثر عرضة من الرجال.
– العمر: غالباً يظهر في منتصف العمر، لكنه قد يصيب الأطفال (التهاب المفاصل مجهول السبب اليفعي).
– التاريخ العائلي: وجود إصابات مماثلة في العائلة يزيد المخاطر.
– التدخين: يفاقم الحالة ويزيد احتمال الإصابة.
– التهابات اللثة: مثل مرض دواعم الأسنان.
– الوزن الزائد: يرتبط بزيادة احتمالية الإصابة.
مضاعفات المرض
يمكن أن يؤدي التهاب المفاصل الروماتويدي إلى مشكلات صحية أخرى، منها:
– هشاشة العظام، التي تزيد من مخاطر الكسور.
– العُقَد الروماتويدية، وهي كتل تتشكل حول المفاصل أو في أعضاء مثل القلب والرئتين.
– جفاف العينين والفم بسبب متلازمة شوغرن.
– العدوى المتكررة نتيجة ضعف المناعة.
– متلازمة النفق الرسغي بسبب ضغط التورم على الأعصاب.
– أمراض القلب والشرايين، مثل التصلب أو التهاب غشاء القلب.
– أمراض الرئة، التي قد تسبب تندباً وصعوبة في التنفس.
– اللمفومة، وهي سرطان يصيب الجهاز اللمفاوي، إلى جانب زيادة مخاطر الإصابة بأنواع أخرى من السرطان.
أهمية التشخيص المبكر
يؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر واتباع خطة علاجية شاملة يمكن أن يقللا من تلف المفاصل ويحسنا نوعية الحياة.
العلاجات الحديثة، مثل الأدوية التي توازن الجهاز المناعي، تساعد في السيطرة على نشاط المرض، مما يتيح للمرضى استعادة قدرتهم على أداء الأنشطة اليومية بشكل أفضل. يُشجع على المتابعة الدورية مع الأطباء لضمان فعالية العلاج وتجنب المضاعفات.
