أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يوم الأربعاء 22 أكتوبر 2025، أمراً ملكياً، بناءً على توصية ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، بتعيين الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان مفتياً عاماً للمملكة العربية السعودية، ورئيساً لهيئة كبار العلماء، ورئيساً عاماً للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء بمرتبة وزير.
يأتي هذا التعيين خلفاً للشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي توفي في سبتمبر 2025، بعد أن شغل المنصب منذ عام 1999.
يُعد الشيخ صالح الفوزان، المولود عام 1354هـ (1936م) في بلدة الشماسية بمنطقة القصيم، أحد أبرز العلماء السلفيين في المملكة.
تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، حيث درس في المدارس النظامية، وانضم إلى حلقات علمية مع كبار العلماء مثل الشيخ عبد الله بن حميد في بريدة والشيخ إبراهيم بن عبيد، مما صقل معرفته الشرعية.
حصل الفوزان على بكالوريوس الشريعة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم الماجستير في “فن المواريث”، وتتوج مسيرته الأكاديمية بدكتوراه في “الأطعمة: ما يحل وما يحرم”، مع التركيز على الأدلة الشرعية.
بدأ مسيرته المهنية مدرساً في المعهد العلمي بالرياض لمدة عامين، ثم انتقل للتدريس في كلية الشريعة وكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية. لاحقاً، تولى إدارة المعهد العالي للقضاء، حيث أشرف على تدريب القضاة والمفتين، قبل أن يعود للتدريس في المعهد ذاته. ويمتلك الفوزان رصيداً علمياً غزيراً، شمل تأليف العديد من الكتب في الفقه والعقيدة، وتفسير القرآن وشرح الأحاديث، مما جعله مرجعية موثوقة.
إلى جانب ذلك، شارك الفوزان في أنشطة متعددة، منها إلقاء المحاضرات في مؤتمرات دولية، وعضوية هيئة كبار العلماء، والمجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة، حيث ساهم في فتاوى حول قضايا معاصرة مثل الطب والاقتصاد. كما أشرف على برامج توعية الدعاة خلال موسم الحج، مما عزز دوره في نشر الدعوة السلفية عالمياً.
يُمثل تعيين الفوزان خطوة لتعزيز المؤسسة الدينية في المملكة، وسط ترحيب واسع من العلماء والمؤسسات، مع توقعات بدوره في مواكبة التحديات المعاصرة مع الحفاظ على المنهج الشرعي التقليدي، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
