في تطور مقلق يعكس تصعيداً في النزاع المستمر بالسودان، أفادت مصادر أمنية بأن طائرات مسيرة تابعة لقوات الدعم السريع شنت هجوماً جديداً على مطار الخرطوم الدولي فجر الأربعاء 22 أكتوبر 2025، مما يمثل اليوم الثاني المتتالي لهجمات مشابهة.
وأكد المصدر الأمني أن “الدفاعات الجوية نجحت في التصدي للمسيرات التابعة للمليشيا، مما حد من الأضرار المحتملة”.
جاء هذا الهجوم بعد ساعات قليلة من إعلان هيئة الطيران المدني السودانية إعادة تشغيل المطار للرحلات الداخلية اعتباراً من اليوم نفسه، لأول مرة منذ إغلاقه في أبريل 2023 بسبب اندلاع الاشتباكات الدامية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وشهد فجر الثلاثاء 21 أكتوبر غارة سابقة شملت نحو ثلاث إلى خمس مسيرات، أدت إلى أضرار محدودة في محيط المطار وإصابات طفيفة، قبل أن تتدخل الدفاعات الأرضية لإسقاط بعضها.
أفاد شهود عيان لوكالة “فرانس برس” بسماع أصوات طائرات مسيرة تطير فوق سماء وسط الخرطوم وجنوبها، مصحوبة بانفجارات متفرقة حول المطار بين الساعة الرابعة والسادسة صباحاً بالتوقيت المحلي.
كما أبلغ آخرون عن غارات مماثلة على شمال أم درمان، حيث توجد منشآت عسكرية رئيسية، مما يعزز الاتهامات الموجهة لقوات الدعم السريع باستهداف أهداف عسكرية ومدنية من بعيد عبر هذه الطائرات.
لم تعلن أي من الطرفين مسؤوليتها الرسمية عن الهجمات حتى الآن، ولم يتم الإبلاغ عن خسائر بشرية كبيرة، لكن الواقعة أثارت مخاوف من تأخير خطط إعادة التشغيل التدريجي للمطار، الذي تعرض لدمار هائل خلال النزاع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وشرد ملايين.
ويأتي ذلك في سياق تصريحات قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، الذي توعد الثلاثاء باستهداف أي مطار يقلع منه طائرات أو مسيرات تابعة للجيش، معتبراً ذلك “هدفاً مشروعاً”.
رغم الهدوء النسبي الذي ساد الخرطوم بعد سيطرة الجيش عليها قبل أشهر، إلا أن هجمات المسيرات أصبحت أداة رئيسية في التصعيد، مع تحذيرات من منظمات دولية مثل الأمم المتحدة من أن مثل هذه العمليات في مناطق مأهولة قد تشكل انتهاكات للقانون الدولي الإنساني، وربما جرائم حرب إذا ثبت استهداف المدنيين عمداً.
وفي سياق متصل، أفادت الأمم المتحدة مؤخراً بأن الاشتباكات المستمرة أجبرت نحو 4000 شخص على النزوح في الأسبوع الماضي وحده، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
