أزمة التجديد: الأهلي يضع خطاً أحمر أمام مطالب ديانج المالية

يواجه نادي الأهلي تحديات ملحوظة في سعيه للاحتفاظ بنجمه المالي أليو ديانج، لاعب الوسط البالغ من العمر 27 عاماً، مع اقتراب نهاية عقده الحالي في يونيو 2026.
يسعى القلعة الحمراء إلى تمديد التعاقد لمدة ثلاث سنوات إضافية، لكن الفجوة المالية بين عرض النادي وطلبات اللاعب أدت إلى تعثر المفاوضات، وسط اهتمام أندية أخرى باللاعب الذي يحق له التوقيع مجاناً مع أي فريق ابتداءً من يناير المقبل.
بدأت القصة قبل أشهر، حيث عاد ديانج إلى صفوف الأهلي بعد فترة إعارة ناجحة مع الخلود السعودي في الموسم السابق. في سبتمبر 2025، عقد وليد صلاح الدين، مدير الكرة بالنادي، جلسة تحفيزية مع اللاعب، أسفرت عن موافقة مبدئية من ديانج على التجديد، مع عرض أولي يصل إلى مليون دولار سنوياً، يزيد تدريجياً بـ100 ألف دولار كل موسم.
كان اللاعب قد أبدى حماساً للبقاء، معتبراً نفسه جزءاً أساسياً من الفريق الذي حقق معه إنجازات عديدة، بما في ذلك أربعة ألقاب في دوري أبطال أفريقيا، ثلاثة ألقاب في الدوري المصري، وثلاثة كؤوس مصر، بعد مشاركته في 219 مباراة رسمية سجل خلالها 7 أهداف وقدم 11 تمريراً حاسمة.
ومع ذلك، تعرضت المفاوضات لصدمات لاحقة. في أغسطس 2025، أصبح وكيل أعمال ديانج، إبراهيما كمارا، عقبة رئيسية بسبب تأجيله المتكرر للجلسات، مما أثار شكوكاً حول رغبته الحقيقية في الاستمرار مع الأهلي. أضف إلى ذلك، قرار اللاعب بإضافة وكيل جديد إلى الفريق التفاوضي في أواخر أغسطس، مما أدخل تعقيداً إضافياً.
كما ساهم عدم مشاركته الأساسية في بعض المباريات الأولى للموسم، تحت قيادة المدربين السابقين مثل مارسيلو كولر وريكاردو ريبيرو، ثم عماد النحاس، في إثارة مخاوف ديانج بشأن ضمانات مشاركته المستقبلية، حيث فضل الجهاز الفني لاعبين آخرين مثل مروان عطية وأحمد نبيل كوكا.
في أكتوبر 2025، تصاعد التوتر مع وصول عروض مغرية من الخارج، أبرزها من نادي الخلود السعودي، الحزم السعودي، والوكرة القطري، بالإضافة إلى اهتمام محلي من بيراميدز الذي قدم عرضاً مجانياً رفضه ديانج مؤقتاً. طلب اللاعب راتباً يصل إلى مليون ونصف إلى مليونين دولار سنوياً، مع ضمانات بأن يكون أساسياً دون إعارة مرة أخرى، لكن الأهلي حدد سقفاً مالياً صارماً عند مليون و200 ألف دولار سنوياً، مع زيادة 50 ألف دولار كل موسم، وفق سياسته في ضبط الميزانية لتجنب “الأرقام المبالغ فيها” التي تسببت في أزمات سابقة.
أكد الإعلامي أحمد شوبير في تصريحات إذاعية أن الأهلي سيبدأ جولة تفاوضية جديدة قريباً وفق شروطه، وإذا رفض ديانج، سيتم شكره والبحث عن بديل، سواء محلياً أو أجنبياً، مع إمكانية بيع المدة المتبقية من عقده في يناير لتحقيق مكاسب مالية.
من جانبه، يفضل ديانج تأجيل القرار حتى ما بعد كأس الأمم الإفريقية في ديسمبر 2025، لتقييم أدائه الدولي، مما يجعل الملف معلقاً بين الرغبة في الاستقرار والطموح لعروض أفضل. يبقى اللاعب عنصراً قيماً في خطط النادي، لكن الإدارة برئاسة محمود الخطيب مصممة على عدم التنازل عن مبادئها المالية، في انتظار جلسة حاسمة قد تحدد مصير “الدبابة المالية” داخل القلعة الحمراء.