أعلنت شركة أوبن إيه آي، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، عن إصدار متصفح إلكتروني جديد يحمل اسم “أطلس” (ChatGPT Atlas)، والذي يعتمد بشكل أساسي على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحويل تجربة التصفح اليومية إلى تفاعل أكثر ذكاءً وكفاءة.
يأتي هذا الإطلاق كتحدٍّ مباشر لعمالقة السوق مثل جوجل كروم، وسط سباق محموم بين الشركات لدمج الذكاء الاصطناعي في أدوات الوصول إلى الويب، مما يهدف إلى تغيير جذري في كيفية تفاعل المستخدمين مع المحتوى الرقمي.
يتميز متصفح أطلس بدمجه العميق مع الدردشة الشهيرة تشات جي بي تي، حيث يوفر شريطًا جانبيًا يسمح للمستخدمين بطرح أسئلة حول أي صفحة ويب مفتوحة، مثل تلخيص المحتوى، مقارنة المنتجات، أو تحليل البيانات مباشرة دون الحاجة إلى نسخ ولصق.
كما يدعم وضع “الوكيل” (Agent Mode)، الذي يتيح للذكاء الاصطناعي تنفيذ مهام آلية متقدمة، مثل البحث والتحليل، أتمتة المهام الروتينية، تخطيط الفعاليات، أو حتى حجز المواعيد أثناء التصفح.
هذا الوضع متاح حاليًا في مرحلة الاختبار للمشتركين في خطط “بلس”، “برو”، و”بيزنس”، مع إمكانية فتح علامات تبويب تلقائيًا أو النقر على عناصر لإكمال المهام.
من بين الابتكارات البارزة أيضًا ميزة “ذاكرة المتصفح” (Browser Memories)، التي تتيح تذكر سياق التصفح السابق لتقديم اقتراحات مخصصة، مثل تلخيص إعلانات الوظائف التي تم تصفحها الأسبوع الماضي أو تحليل اتجاهات السوق للتحضير لمقابلات عمل.
هذه الميزة اختيارية تمامًا، مع إمكانية التحكم الكامل فيها عبر الإعدادات، وتأمين خصوصية المستخدمين من خلال حذف السجلات عند الحاجة.
يعتمد أطلس على محرك كروميوم المفتوح المصدر، الذي يشغل جوجل كروم وغيرها من المتصفحات، مما يضمن أداءً سلسًا وتوافقًا واسعًا.
بدأ إصدار أطلس عالميًا اليوم على أنظمة ماك أو إس من آبل، وهو متاح مجانًا لجميع مستخدمي تشات جي بي تي، بما في ذلك الحسابات المجانية، مع زيادة في حدود استخدام الذكاء الاصطناعي لمدة سبعة أيام لمن يجعلونه المتصفح الافتراضي.
أما الإصدارات لنظام ويندوز، وأجهزة آي أو إس وأندرويد، فمن المتوقع إطلاقها قريبًا. خلال بث مباشر أقامه الرئيس التنفيذي سام ألتمان، أكد أن هذا الإصدار يمثل فرصة نادرة لإعادة التفكير في مفهوم المتصفح، قائلًا إن “التبويبات كانت رائعة، لكننا لم نشهد الكثير من الابتكارات منذ ذلك الحين”.
يأتي إطلاق أطلس في سياق تنافسي شديد، حيث أطلقت شركات أخرى مثل بيربليكسيتي متصفح “كوميت”، وبيريف المتصفح الشجاع، وأوبرا “نيون”، بالإضافة إلى تحديثات جوجل ومايكروسوفت لمتصفحاتهما بميزات ذكاء اصطناعي.
ومع تزايد استخدام الروبوتات في التصفح، يهدف أوبن إيه آي إلى جذب حركة مرور أكبر، وزيادة الإيرادات من الإعلانات، مع التركيز على تجربة شخصية تجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا حقيقيًا في اليوميات الرقمية.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من مخاطر الخصوصية، مثل تعريض البيانات للمخاطر، وينصحون بالحذر عند مشاركة المعلومات الحساسة، مع الاعتماد على وضع التصفح دون تسجيل الدخول لتقليل المخاطر.
بهذا الإطلاق، تتقدم أوبن إيه آي نحو رؤيتها لمستقبل يعتمد على أنظمة وكيلية، حيث يتولى الذكاء الاصطناعي المهام اليومية ليسمح للمستخدمين بالتركيز على الأمور الأساسية، مما قد يعيد تشكيل الإنترنت كما نعرفه اليوم.
