تقارير

فانس في إسرائيل.. تصريحات حذرة حول اتفاق غزة وسط حضور كوشنر وويتكوف

في زيارة تحمل دلالات سياسية في مرحلة حساسة من الصراع، وصل نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الثلاثاء، إلى تل أبيب لعقد اجتماعات مع قادة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا أن تنفيذ اتفاق السلام في غزة الذي توسطت فيه الولايات المتحدة سيستغرق “وقتًا طويلاً جدًا”.

إقرأ أيضًا: فانس في إسرائيل لبحث تثبيت الهدنة ودفع المرحلة الثانية من اتفاق غزة

وقال فانس، في تصريحات أمام وسائل الإعلام، إن التساؤلات حول مستقبل الحكم في غزة ينبغي تأجيلها إلى أن يتم ضمان الأمن للفلسطينيين والإسرائيليين، إلى جانب استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع. وأضاف: “لا أعرف ما هي السلطة العليا في غزة الآن”، في إشارة إلى الغموض الذي يكتنف الوضع الإداري في القطاع بعد الحرب.

تحذير أمريكي لـ”حماس”

وخلال المؤتمر، وجه فانس تحذيرًا واضحًا لحركة حماس، داعيًا إياها إلى نزع سلاحها والتصرف بمسؤولية، مع إمكانية منح مقاتليها عفوًا مشروطًا، لكنه شدد في الوقت ذاته على أنه “إذا لم تلتزم الحركة بهذه الشروط فسيتم إبادة حماس”، على حد تعبيره.

ويعكس هذا الموقف استمرار التوجه الأمريكي الداعم للرؤية الإسرائيلية، إذ سبق لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن أعلن مرارًا أن هدف حكومته هو “القضاء التام على حماس”، رغم فشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق ذلك خلال الحرب المستمرة منذ عامين.

اتفاق السلام على المحك

ورغم التزام إسرائيل وحماس بوقف إطلاق النار، إلا أن تجدد أعمال العنف في الأيام الأخيرة أثار القلق داخل إدارة ترامب، خاصة مع مخاوف من أن نتنياهو قد يتراجع عن الاتفاق.

من جانبه، قال فانس إن زيارته إلى إسرائيل “لا علاقة لها بالأحداث الأخيرة”، موضحًا أنه كان يخطط لهذه الزيارة منذ أشهر “لرؤية كيفية سير الأمور على الأرض”.

وفي السياق ذاته، أكّد جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي السابق، وجود تنسيق غير مسبوق بين الأمم المتحدة وإسرائيل بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، واصفًا الوضع بأنه “أفضل مما كان متوقعًا”.

كوشنر: إعمار جزئي لغزة تحت السيطرة الإسرائيلية

وأوضح كوشنر أن الولايات المتحدة وحلفاءها يبحثون إمكانية بدء إعادة إعمار غزة في المناطق الخاضعة حاليًا لسيطرة الجيش الإسرائيلي، والتي تمثل نحو نصف مساحة القطاع، وفقًا لما نقلته صحيفة نيويورك تايمز.

وأضاف أن التمويل لن يُوجَّه إلى المناطق التي ما زالت تسيطر عليها حماس، مشيرًا إلى أن الخطة المقترحة تهدف إلى “توفير فرص عمل وسكن للفلسطينيين” ضمن ما أسماه بـ”غزة الجديدة”.

ترامب يلوّح برد عنيف

بالتزامن مع زيارة فانس، نشر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب رسالة على منصة تروث سوشيال قال فيها إنه في حال خرق حماس لاتفاق وقف إطلاق النار، فإن “عدداً من حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سيرحبون بفرصة الرد عليها بقوة شديدة”، مضيفًا: “إن لم تفعل حماس الصواب، فستكون نهايتها سريعة ووحشية”.

مستقبل غامض لغزة

تأتي تصريحات فانس وكوشنر في ظل شكوك متزايدة حول استدامة اتفاق السلام الهش، وسط تحديات أمنية وإنسانية كبيرة. وبينما يؤكد المسؤولون الأمريكيون أن “الأمور تسير أفضل مما كان متوقعًا”، فإنهم يعترفون بأن تنفيذ الاتفاق الكامل سيستغرق وقتًا طويلاً للغاية، وأن الطريق نحو إعمار غزة واستقرارها السياسي لا يزال مليئًا بالعقبات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى