أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن القاهرة والرياض تبذلان جهودًا مكثفة ضمن الآلية الرباعية من أجل التوصل إلى وقف عاجل لإطلاق النار في السودان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة والإمارات.
وقال عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية المالديف عبد الله خليل، اليوم السبت، إن مصر تضع السودان في مقدمة أولوياتها وتسعى إلى تحقيق هدنة إنسانية شاملة تفضي إلى وقف دائم للقتال، مشددًا على دعم بلاده الكامل للدولة السودانية ولمؤسساتها العسكرية.
وأعرب الوزير المصري عن أمله في أن تتوصل الأطراف السودانية إلى تفاهمات تنهي الهجمات على مدينة الفاشر وتمنع تدفق السلاح من الخارج، تمهيدًا لبدء عملية سياسية شاملة، مؤكدًا أن مصر تتابع باهتمام بالغ كل ما يتعلق بأمن السودان واستقراره، لما له من تأثير مباشر على المنطقة.
وفي ما يخص تطورات الأوضاع في غزة، أوضح عبد العاطي أنه بعد نجاح الجهود في وقف الحرب، يجب الانتقال فورًا إلى المرحلة الثانية من اتفاق شرم الشيخ، التي تتضمن التفاوض حول ترتيبات ما بعد الحرب.
وأضاف أن نحو 50 ألف فلسطيني يعانون من إصابات خطيرة ويحتاجون إلى عيادات متنقلة لتقديم الرعاية الصحية، مشددًا على أهمية توفير مأوى آمن للفلسطينيين قبل حلول فصل الشتاء، إلى جانب استمرار تقديم الخدمات الأساسية.
وأشار الوزير إلى أن التنسيق جارٍ حاليًا لعقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة في نوفمبر المقبل، موضحًا أن عددًا كبيرًا من الدول أبدى رغبته في المشاركة ودعم جهود الإعمار.
كما كشف عن الانتهاء من تقييم الأضرار بالتنسيق مع الحكومة الفلسطينية، مؤكدًا أن الأولوية في خطة الإعمار ستُمنح لإزالة الركام والمتفجرات لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
وكان عبد العاطي قد أجرى اتصالًا هاتفيًا مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى تناول خلاله التحضيرات الجارية لمؤتمر “التعافي المبكر وإعادة الإعمار والتنمية في غزة”، المقرر عقده في القاهرة الشهر المقبل.
وأكد الوزير أن مصر تتطلع لمشاركة واسعة من أطراف المجتمع الدولي في المؤتمر، الذي يُنظَّم في إطار الخطة العربية الإسلامية التي أقرتها الدول العربية والإسلامية، بالتنسيق مع عدد كبير من الشركاء الدوليين، مشيرًا كذلك إلى استمرار التشاور حول تنفيذ خطة السلام الأميركية المتعلقة بتنمية قطاع غزة.
