هل يواجه العالم أزمة شوكولاتة جديدة؟

تسود حالة من القلق أسواق الكاكاو العالمية مع تعثر موسم الحصاد في كوت ديفوار، أكبر منتج لحبوب الكاكاو في العالم، بعد أن أدت الأسعار القياسية وتراجع جودة المحصول إلى إرباك المشترين والمصدرين.
وحذر صناع الشيكولاتة من أزمة مرتقبة في الإمدادات قد تؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وأسعار المنتجات النهائية في مختلف الأسواق، مؤكدين أن استمرار الأزمة قد ينعكس على المستهلكين خلال الأشهر المقبلة.
ووفق وسائل إعلام محلية في كوت ديفوار، توقفت مشتريات الكاكاو في كوت ديفوار بداية موسم 2025/2026 حيث أدى السعر القياسي لبيع المحصول في المزرعة والمخزونات ذات الجودة الرديئة إلى عزوف المشترين والمصدرين.
وفي مطلع أكتوبر الجاري، رفعت الحكومة السعر الرسمي المضمون للمزارعين إلى 2800 فرنك إفريقي للكيلوجرام (حوالي 5.05 دولارات)، وهو مستوى وصفه المتعاملون في السوق بأنه «مرتفع بشكل غير مسبوق»، ما أدى إلى تجنب المصدرين تمويل عمليات الشراء المعتادة.
ووفق مدير تجاري في إحدى شركات التصدير بالعاصمة أبيدجان، فإن تكلفة شاحنة واحدة محملة بـ35 إلى 40 طنًا من الكاكاو تتراوح حاليًا بين 98 و112 مليون فرنك إفريقي (ما يعادل 175 إلى 200 ألف دولار)، (الدولار الأمريكي يعادل نحو 559.5 فرنك إفريقي).
إقرأ أيضًا: مساعدات بلا معابر: واشنطن تضغط وتل أبيب تماطل وقطاع غزة يواجه الانهيار
وأضاف: «لا أحد يستطيع اليوم دفع ثمن 5 أو 10 شاحنات يومياً، خصوصاً مع وجود مشكلات تتعلق بجودة الحبوب؛ لذلك خفّضنا عملياتنا للحفاظ على السيولة وتعزيز الرقابة على الجودة».
ويقول تجار وجمعيات تعاونية إن نحو 50 ألف طن من حبوب الكاكاو تم تخزينها قبل بدء الموسم تحسباً لرفع الأسعار، لكن شركات الطحن رفضت استلامها بسبب صغر حجم الحبوب وانخفاض نسبة الدهون وارتفاع الحموضة.
وقال أحد المشترين: «لم نتلق أي تمويل مسبق هذا العام، وكنت آمل في بيع الكميات المخزنة بسرعة للحصول على سيولة لشراء المحصول الجديد، لكن لا أحد يريد شراءها، ولديّ ثلاثة آلاف طن، ولن أتمكن من شراء أي كميات جديدة حتى أبيعها».
من جانبه، أعرب مشترٍ آخر في المدينة نفسها عن تفاؤله بإمكانية إيجاد حل وسط، مثل خفض الأسعار أو مزج الحبوب القديمة بالمحصول الجديد، مشيراً إلى أنه ما زال يحتفظ بـ900 طن بعد أن باع 700 طن منذ بداية الموسم.
وبحسب تقديرات خبراء ومصدرين، فإن إنتاج الموسم الحالي من الكاكاو سيكون قريباً من مستويات موسم 2024/2025، غير أن الجزء الأول من الحصاد قد يتأثر بأحوال جوية غير مستقرة ومتقلبة.