هديّة البحر لغزة.. حكاية سمكة القرش الحوتي التى كسرت حصار عامين

استأنف صيادو غزة نشاطهم البحري على ساحل البحر المتوسط بعد عامين من الحصار وتوقف الصيد، ليشهدوا ظهور قرش حوتي ضخم، المعروف بـ “العملاق الوديع”، أكبر الأسماك في المحيطات، ويصل طوله أحيانًا إلى 21 مترًا.
العملاق الوديع
يتميز هذا القرش برأس مسطح وزعنفة هلالية، وعلى الرغم من ضخامته، فهو مسالم تمامًا ولا يشكل خطرًا على الإنسان أو الصيد البحري، ويتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة والأسماك الصغيرة، ما يجعله عنصرًا مهمًا في النظام البيئي البحري.
الاحتفاء بظهوره
تم رصد أسماك القرش الحوتي بأحجام مختلفة بين 9 و12 مترًا منذ موسم الصيف الماضي، وكانت آخر مشاهدة له قبالة شواطئ الغردقة. ويُحتفى به ليس فقط لندرة ظهوره، بل لأنه دليل على صحة البيئة البحرية.
الهجرة عبر قناة السويس
أوضح الدكتور أمجد شعبان، خبير أسماك القرش بالمعهد القومي لعلوم البحار، أن ظهور هذا القرش في البحر المتوسط يُعد هجرة استثنائية تُعرف علميًا بـ “The Lessepsian migration”، حيث تنتقل بعض الكائنات البحرية من البحر الأحمر إلى المتوسط عبر قناة السويس، ويُعد هذا القرش من الأنواع الولودة حيث تضع الأنثى الحامل أكثر من 300 صغير بطول يتراوح بين 40 و60 سم.
العملاق المسالم والمهدد بالانقراض
رغم ضخامته، لا يشكل القرش الحوتي تهديدًا للبشر، لكنه مدرج ضمن القائمة الحمراء للاتحاد العالمي لصون الطبيعة، ما يستدعي توعية الصيادين بأهميته البيئية، وعدم صيده إلا كحالة عارضة عند تعلقه بالشباك.
القيمة الاقتصادية والسياحية
يساهم وجود القرش الحوتي في تنظيم رحلات سياحية للغوص والسباحة حوله، ما يعزز من القيمة الاقتصادية للدول التي يمر بها.
وأوضح تاجر الأسماك كمال محمد أن لحم القرش الحوتي يشبه لحم القرش العادي، لكنه أقل شيوعًا للصيد بسبب حجمه الكبير والمخاطر القانونية المصاحبة.
يُعد ظهور القرش الحوتي قبالة غزة علامة إيجابية على عودة النشاط البحري وسلامة البيئة البحرية بعد سنوات من الحصار.