من لعبة إلكترونية إلى جريمة حقيقية.. طفل يقتل زميله في مصر بطريقة مروّعة

في جريمة صادمة هزّت المجتمع المصري، اعترف طفل بارتكاب جريمة قتل زميله في مدينة الإسماعيلية بعد أن استوحى طريقة تنفيذها من إحدى الألعاب الإلكترونية التي تحاكي مشاهد العنف والدماء بشكل واقعي مرعب.
وكشفت التحقيقات أن المتهم، وهو طفل لم يتجاوز الرابعة عشرة من عمره، نفّذ جريمته بعد تأثره بأحداث لعبة قتالية عبر الإنترنت، حتى تلاشت لديه الفواصل بين العالم الافتراضي والواقع الحقيقي، فارتكب فعلته البشعة دون إدراك لنتائجها المدمّرة.
ويرى مختصون أن هذه الجريمة تمثل ناقوس خطر جديد حول تأثير بعض الألعاب الإلكترونية التي لم تعد مجرد وسيلة ترفيه، بل تحوّلت إلى أدوات برمجة نفسية وتطبيع للعنف، تُغذّي السلوك العدواني وتزرع لدى الأطفال مفاهيم مشوّهة عن البطولة والقوة.
وقال الدكتور محمد محسن رمضان، رئيس وحدة الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني بمركز العرب للأبحاث والدراسات، إن الحادثة كشفت مأساة غياب الرقابة الأسرية، مشيراً إلى أن الألعاب الحديثة تعمل على إعادة تشكيل إدراك الطفل واستثارة مراكز المكافأة والعنف داخل الدماغ.
وأوضح أن كثيراً من تلك الألعاب تعتمد على “نظام النقاط مقابل القتل”، ما يربط في عقل الطفل بين العنف والنجاح، فيتحول السلوك العدواني إلى وسيلة طبيعية للتفوق، ومع غياب التوجيه الأسري تتحول هذه المحاكاة الافتراضية إلى سلوك واقعي خطير.
وأشار إلى أن بعض الألعاب تتضمن تحديات مموهة مثل “تحديات الموت” أو “إيذاء الذات”، وتُدخل الأطفال في غرف محادثة سرية مع بالغين مجهولين قد يستدرجونهم أو يحرّضونهم على العنف. كما أن خوارزميات التوصية داخل الألعاب المجانية تقودهم تدريجياً إلى محتوى مظلم محفوف بالمخاطر.
من جانبه، حذّر اللواء أبو بكر عبدالكريم، مساعد أول وزير الداخلية المصري الأسبق، من أن هذه الظاهرة ليست مصادفة، بل نتيجة خلل تربوي وتقني واجتماعي متشابك. وأشار إلى حوادث مشابهة مثل تحدي الحوت الأزرق ولعبة مومو تشالنج التي تسببت في حالات انتحار حول العالم.
ودعا إلى ضرورة مراقبة المحتوى الإلكتروني الذي يتعرض له الأطفال، واستخدام أدوات الرقابة الأبوية، وعدم تركهم لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية دون متابعة.
كما نصح بمشاركة الآباء أبناءهم اللعب أحياناً لفهم طبيعة ما يستهلكونه من محتوى، مؤكداً أن هذه الألعاب باتت “مدارس سلوك خطيرة”، تبدأ كلعبة وتنتهي بكارثة.