مساعدات بلا معابر: واشنطن تضغط وتل أبيب تماطل وقطاع غزة يواجه الانهيار

تتواصل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بوتيرة متزايدة، لكنّ تضارب الأرقام بين الأطراف المختلفة يثير تساؤلات حول حجمها الفعلي ومدى كفايتها لتلبية احتياجات السكان المنكوبين.
وأرسلت وزارة الخارجية الأمريكية فريقًا للاستجابة للكوارث، بهدف تنسيق وتوسيع نطاق المساعدات إلى القطاع. ويؤكد مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون أن الكميات الحالية من المساعدات تتماشى مع ما تم الاتفاق عليه ضمن صفقة وقف إطلاق النار، والتي تنص على دخول نحو 600 شاحنة يوميًا إلى غزة.
وفي حين تشير التقديرات الإسرائيلية إلى دخول 700 شاحنة خلال اليوم الماضي، تقول حركة حماس إن العدد لم يتجاوز 400 شاحنة. أما برنامج الغذاء العالمي، فأوضح أن ما متوسطه 560 طنًا من الغذاء يدخل القطاع يوميًا، لكنه يرى أن هذه الكمية لا تزال أقل بكثير من مستوى الاحتياجات الإنسانية الحادة.
ويواجه سكان غزة وضعًا كارثيًا بعد أن تضرر أو دُمر أكثر من 90% من المنازل والبنية التحتية، فيما يعيش معظم الأهالي في خيام مؤقتة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة. وتشمل الأولويات العاجلة توفير الغذاء والمياه النظيفة والأدوية ووسائل التدفئة استعدادًا لفصل الشتاء.
إقرأ أيضًا: تركيا تعود إلى غزة: كيف أثارت تحركات أنقرة قلق إسرائيل؟
وتبرز الحاجة الملحّة لإعادة فتح المعابر الحدودية لتسهيل تدفق المساعدات. ولا يزال معبر رفح مغلقًا حتى الآن، رغم تصريحات إسرائيلية عن نية فتحه قريبًا لعبور المدنيين فقط، وهو ما قد يشكل انفراجة جزئية في الأزمة.
كما أعلنت “مؤسسة غزة الإنسانية” تعليق عملياتها بعد سقوط مئات الضحايا أثناء محاولاتهم الحصول على المساعدات، ما يفتح الباب أمام تسليم إدارة توزيع الإمدادات للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي.
ومن جانبها، أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وجود فرق تابعة لها على الأرض للإشراف على إيصال المساعدات، مشيرة إلى أن هدفها هو “توسيع نقاط الوصول” والضغط على السلطات الإسرائيلية لضمان استمرار تدفق الإمدادات الإنسانية إلى القطاع.