اقتصاد وتكنولوجيا

ملوك البزنس: أوبرا وينفري – التفاصيل الكاملة عن رائدة الأعمال والإعلام الملهمة

ملكة الإعلام الأمريكية التي تحولت من طفولة صعبة إلى إمبراطورية إعلامية وأعمال تجارية بثروة هائلة. قصتها مثال على الإصرار والتأثير الاجتماعي، حيث أصبحت أول امرأة سوداء مليارديرة عصامية.

أوبرا غيل وينفري وُلدت في 29 يناير 1954 في كوسيوسكو، ميسيسيبي، الولايات المتحدة، في عائلة فقيرة ومفككة. نشأت مع جدتها في مزرعة ريفية بعد أن تركتها والدتها، وواجهت صعوبات كبيرة في الطفولة، بما في ذلك الفقر المدقع، الإساءة الجسدية والجنسية من أقاربها، وفقدان طفل في سن المراهقة. في سن 14، انتقلت إلى والدها في ناشفيل، تينيسي، الذي شجعها على التعليم والقراءة.

بدأت أوبرا مسيرتها الإعلامية في المدرسة الثانوية، حيث فازت بمسابقات خطابة ومنح دراسية. درست في جامعة تينيسي ستيت وحصلت على درجة في الاتصالات والفنون المسرحية عام 1976.

لم تتزوج رسميًا، لكنها في علاقة طويلة مع ستيدمان غراهام منذ عام 1986. تعيش حاليًا في مونتيسيتو، كاليفورنيا، في قصر فاخر يُدعى “الأرض الموعودة”، وتركز على حياة هادئة مع كتبها وأصدقائها المقربين مثل غايل كينغ.

 المسيرة المهنية

بدأت أوبرا عملها في الإذاعة المحلية في سن 19 عامًا كمذيعة أخبار في راديو WVOL في ناشفيل، مما جعلها أصغر مذيعة وأول امرأة سوداء في المنصب.

انتقلت إلى التلفزيون عام 1976 كمراسلة في بالتيمور، ثم استضافت برنامج حواري صباحي في شيكاغو عام 1983، الذي أصبح برنامج أوبرا وينفري عام 1986.

استمر البرنامج 25 موسمًا حتى 2011، وأصبح أعلى برامج الحواري تصنيفًا في التاريخ، يشاهده 40 مليون مشاهد أسبوعيًا في 145 دولة. غطى مواضيع مثل الصحة النفسية، الكتب، والقضايا الاجتماعية، وأطلق نادي الكتاب الذي جعل كتبًا تباع ملايين النسخ. في عام 1986، أسست هاربو ستوديوز (Harpo Productions)، شركتها الإنتاجية، التي أنتجت البرنامج وأفلامًا مثل “The Color Purple” (رُشحت لأوسكار عن دورها فيه عام 1985).

في عام 2011، أطلقت شبكة OWN (Oprah Winfrey Network) بالشراكة مع ديسكفري، التي تركز على البرامج الإلهامية والوثائقية.

كما أنتجت مسلسلات ناجحة مثل “Queen Sugar” وأفلامًا مثل “Selma”. توسعت أعمالها لتشمل مجلة O, The Oprah Magazine (من 2000 إلى 2020)، ومنصات رقمية، وشراكات مع آبل تي في لإنتاج محتوى.

إنجازاتها

– إمبراطورية الإعلام: بنت هاربو ستوديوز إلى شركة بقيمة مليارات، وأصبحت أوبرا أول امرأة سوداء تمتلك شبكة تلفزيونية خاصة بها.

– التأثير الثقافي: أثرت على ملايين من خلال برنامجها، حيث شجعت على مناقشة مواضيع محظورة مثل الإساءة والعنصرية. نادي الكتاب الخاص بها غير صناعة النشر.

– التمثيل والإنتاج: فازت بجوائز مثل إيمي، غولدن غلوب، وجائزة سيسل بي. ديميل لإنجازاتها الحياتية عام 2018. أنتجت أعمالًا ناجحة مثل “Beloved” و”The Immortal Life of Henrietta Lacks”.

– الريادة النسائية: كسرت الحواجز العنصرية والجنسية في الإعلام، وألهمت نساءً مثل ريهانا وميشيل أوباما.

 ثروتها

حتى أكتوبر 2025، تقدر ثروة أوبرا وينفري بحوالي 2.5-3 مليار دولار، معظمها من هاربو وOWN، بالإضافة إلى استثمارات في العقارات (تمتلك ممتلكات بقيمة 200 مليون دولار) وشراكات مثل Weight Watchers (اشترت حصة فيها عام 2015، مما زاد ثروتها).

أصبحت مليارديرة عام 2003، وهي أغنى امرأة سوداء في العالم. تعيش أسلوب حياة فاخر لكن مدروس، مع التركيز على الاستثمار في التعليم والفنون.

 العمل الخيري

أوبرا معروفة بكرمها الهائل. أسست مؤسسة أوبرا وينفري الخيرية وأكاديمية أوبرا وينفري للقيادة للفتيات في جنوب أفريقيا عام 2007، التي تخرج مئات الفتيات من خلفيات فقيرة وتوفر تعليمًا عالي الجودة.

تبرعت بأكثر من 400 مليون دولار لقضايا التعليم، الصحة، ومساعدة ضحايا الكوارث مثل إعصار كاترينا. انضمت إلى “تعهد العطاء” مع بيل غيتس، متعهدة بمنح نصف ثروتها على الأقل. كما دعمت حملات مكافحة الفقر والعنف ضد المرأة، وساهمت في بناء مدارس في أفريقيا وآسيا.

 نصائحها للنجاح

أوبرا تشارك تجاربها في كتب مثل “What I Know For Sure”، ومن أبرز نصائحها:

– ثق بغريزتك: تقول: “النجاح يأتي عندما تتبع قلبك وتكون أصيلاً.”

– تعلم من الفشل: طفولتها الصعبة علمها أن الألم يبني القوة، وتنصح بتحويل التحديات إلى فرص.

– ركز على العطاء: النجاح الحقيقي في مساعدة الآخرين، كما في فلسفتها “أنت مسؤول عن طاقتك.”

– اقرأ وتعلم: شجعت على القراءة اليومية، مما غير حياة ملايين من خلال نادي الكتاب.

– كن ممتنًا: تمارس الامتنان يوميًا، وترى أنه مفتاح السعادة والنجاح.

لماذا أوبرا وينفري ملهمة؟

أوبرا هي رمز للصمود أمام الصعاب. من طفولة مليئة بالألم إلى قمة الإعلام، بنت إمبراطورية بذكائها العاطفي وقدرتها على التواصل.

تأثيرها يتجاوز الأعمال؛ غيرت ثقافة المجتمع من خلال تعزيز الوعي النفسي والمساواة. شخصيتها الدافئة، حبها للكتب والحوارات العميقة، وتركيزها على تمكين النساء والأقليات يجعلونها قدوة عالمية. قصتها تثبت أن النجاح يأتي من الشفاء الداخلي والعطاء، لا المال فقط.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى