ترامب يلوح بعقوبات تجارية على إسبانيا بسبب تمسكها بموقفها الدفاعي في الناتو

أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن غضبه الشديد من موقف إسبانيا تجاه الإنفاق العسكري داخل حلف شمال الأطلسي (الناتو)، محذراً من فرض إجراءات تجارية قاسية قد تشمل تعريفات جمركية مرتفعة على المنتجات الإسبانية.
جاء ذلك خلال لقائه مع الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي في البيت الأبيض، حيث وصف ترامب رفض مدريد لزيادة ميزانيتها الدفاعية إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بأنه “عدم احترام واضح للحلف”، مشيراً إلى أنه يدرس بالفعل خيارات العقاب الاقتصادي، وقد يطبقها قريباً.
وفقاً لتقارير إعلامية أمريكية مثل “بلومبرغ”، أكد ترامب أن إسبانيا تستفيد من الحماية الأمنية التي يقدمها الناتو بفضل موقعها الجغرافي في أوروبا، لكنها تتجنب تحمل مسؤولياتها المالية.
وفي الأسابيع الأخيرة، تصاعدت هجمات ترامب على رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي يدير إسبانيا كدولة وحيدة في الحلف ترفض الهدف الجديد للإنفاق الدفاعي، الذي اقترحته واشنطن خلال قمة الناتو الأخيرة.
بل إن ترامب اقترح الأسبوع الماضي، خلال حديثه مع الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب، طرد إسبانيا من الحلف، رغم عدم وجود آلية قانونية لذلك في ميثاق الناتو، ولا يملك الولايات المتحدة وحدها السلطة لاتخاذ مثل هذا القرار.
ومع ذلك، شهدت الأحداث تطوراً إيجابياً مؤقتاً خلال قمة دولية عقدت في القاهرة للاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، حيث التقى ترامب بسانشيز على هامش الفعالية.
وصف ترامب إسبانيا حينها بأنها “شريك اقتصادي وثيق”، وأثنى على جهود سانشيز في “أداء عمل ممتاز”، مما أثار أملاً في تهدئة التوتر. لكن هذا الود لم يدم طويلاً، إذ عاد ترامب سريعاً للانتقاد، معتبراً أن مدريد “تستغل الحماية دون مقابل”.
في رد رسمي، أصدر مكتب سانشيز بياناً يؤكد التزام إسبانيا الكامل بالناتو، مشدداً على أنها “عضو كامل الحقوق يحقق أهدافه كما تفعل الولايات المتحدة نفسها”.
وأوضح البيان أن الالتزام بالمستوى الأمريكي المطلوب سيستلزم مئات الملايين من اليورو، مما يفرض خفضات دراماتيكية في الإنفاق على الصحة والتعليم، وهو أمر غير واقعي في الظروف الاقتصادية الحالية.
وأكدت إسبانيا أنها ملتزمة بالهدف السابق بنسبة 2% من الناتج المحلي، الذي وصلت إليه بالفعل، وترى أن الضغط الأمريكي يهدد التماسك الداخلي للحلف.
يأتي هذا الخلاف في سياق حملة ترامب الدبلوماسية الواسعة لتعزيز الإنفاق الدفاعي بين حلفاء الناتو، مستنداً إلى رؤيته بأن الولايات المتحدة تتحمل عبئاً غير عادل.
ومع تزايد التوترات في أوروبا، خاصة مع التحديات الأمنية الناجمة عن النزاعات الإقليمية، يثير الخبر مخاوف من تأثيرات اقتصادية أوسع على التجارة عبر الأطلسي، حيث تعتمد إسبانيا على التصدير إلى الولايات المتحدة في قطاعات مثل الزراعة والسيارات.
أبرز التصريحات المتعلقة:
– ترامب عن إسبانيا: “يجب أن تُعاقب إسبانيا لعدم احترامها الناتو، وأنا أفكر في الرسوم الجمركية لمعاقبتهم تجارياً”.
– مكتب سانشيز: “إسبانيا ملتزمة بالحلف، لكن الزيادة المطلوبة ستضر بالقطاعات الاجتماعية الأساسية”.
هذا النزاع يعكس التحديات الداخلية للناتو في ظل قيادة ترامب، الذي يسعى لإعادة تشكيل التحالفات بناءً على معايير اقتصادية صارمة، بينما تحاول دول مثل إسبانيا الحفاظ على توازناتها الداخلية.