ملوك البزنس: «جاك ما» التفاصيل الكاملة عن رائد الأعمال الصيني الناجح

جاك ما (Jack Ma)، مؤسس مجموعة علي بابا، الذي تحول من مدرس إنجليزي متواضع إلى أحد أغنى رجال الأعمال في آسيا.
قصته مليئة بالإصرار والفشل المتكرر، مما يجعله نموذجًا للرواد في العالم الناشئ.
السيرة الذاتية
جاك ما، اسمه الحقيقي ما يون، وُلد في 10 سبتمبر 1964 في هانغتشو، مقاطعة تشجيانغ، الصين. نشأ في عائلة فقيرة خلال عصر الثورة الثقافية في الصين، حيث كان والداه موسيقيين يعملان في عروض تقليدية.
كان جاك طفلًا فضوليًا، وبدأ تعلم الإنجليزية في سن 12 عامًا من خلال التحدث مع السياح الأجانب في فنادق هانغتشو، حيث كان يقدم جولات مجانية مقابل دروس لغة.
عانى جاك من فشل دراسي مبكر؛ فشل في امتحانات الدخول إلى الجامعة ثلاث مرات، ورفضته جامعة هارفارد 10 مرات.
كما رفضته شركة كنتاكي فرايد تشيكن عندما تقدم لـ24 وظيفة في الشركة الوحيدة التي قبلت الآخرين.
تخرج أخيرًا من جامعة هانغتشو نورمال عام 1988 بدرجة في اللغة الإنجليزية، وعمل مدرسًا للإنجليزية براتب شهري قدره 12 دولارًا فقط.
متزوج من تشانغ ينغ، زميلته في الجامعة، ولديهما طفلان: ابن وابنة. بعد تقاعده من علي بابا، يركز جاك على التعليم والعمل الخيري، ويعيش حياة هادئة نسبيًا بعيدًا عن الأضواء.
المسيرة المهنية
بدأ جاك رحلته الريادية في التسعينيات. في عام 1995، سافر إلى الولايات المتحدة كمترجم، واكتشف الإنترنت لأول مرة. عندما بحث عن “بيرة صينية”، لم يجد نتائج، مما ألهمه لإنشاء موقع إلكتروني بسيط لشركات صينية.
أسس شركته الأولى “China Pages” عام 1995، وهي دليل إلكتروني، لكنه باعها بعد صعوبات.
في عام 1999، جمع 18 صديقًا في شقته وأسس علي بابا باستثمار أولي قدره 60,000 دولار. الهدف كان ربط الموردين الصينيين بالمشترين العالميين عبر منصة B2B (بين الشركات). واجه تحديات هائلة، مثل منافسة eBay، لكنه ركز على السوق المحلي من خلال إطلاق Taobao عام 2003 (منصة C2C مشابهة لـeBay) وTmall للعلامات التجارية. في عام 2005، تعاون مع ياهو التي استثمرت مليار دولار، مما ساعد في النمو.
أصبحت علي بابا عملاقة؛ في عام 2014، طرحت أسهمها في بورصة نيويورك بأكبر اكتتاب عام في التاريخ (25 مليار دولار). توسعت المجموعة لتشمل Alipay (الآن Ant Financial للدفع الإلكتروني)، وأصبحت رمزًا للتجارة الإلكترونية في الصين.
تقاعد جاك من منصب الرئيس التنفيذي عام 2019 في عيد ميلاده الـ55، تاركًا الشركة لفريق جديد، لكنه لا يزال مستشارًا فخريًا.
إنجازاته
– بناء علي بابا: حولت الشركة الصين إلى قوة تجارية إلكترونية، مع أكثر من 1 مليار مستخدم نشط. تشمل إنجازاتها يوم العزاب (Singles’ Day)، أكبر حدث تسوق عبر الإنترنت في العالم، يولد مبيعات تفوق البلاك فرايدي.
– التأثير العالمي: ساهمت في نمو الاقتصاد الرقمي الصيني، وألهمت رواد أعمال في آسيا وأفريقيا. أسس جاك أيضًا أكاديمية لريادة الأعمال في هانغتشو.
– الابتكار في الدفع: من خلال Alipay، غير نظام الدفع في الصين، مما جعل المعاملات الرقمية شائعة حتى في الأسواق الريفية.
– الظهور الإعلامي: ألقى خطابات في دافوس ومنظمة التجارة العالمية، وأصبح وجهًا للصين الحديثة. كما مثل نفسه في أفلام مثل “Kung Fu” قصيرة للترفيه.
ثروته
حتى أكتوبر 2025، تقدر ثروة جاك ما بحوالي 25-30 مليار دولار، معظمها من حصصه في علي بابا وAnt Group.
رغم تقلبات السوق والتنظيمات الحكومية الصينية التي أثرت على الشركة (مثل إيقاف اكتتاب Ant عام 2020)، لا يزال جاك من أغنى الأشخاص في آسيا.
يعيش أسلوب حياة متواضع نسبيًا، يركز على الاستثمار في التعليم والفنون، ويمتلك عقارات في الصين وخارجها.
العمل الخيري
جاك ما ناشط خيري كبير. أسس مؤسسة جاك ما عام 2014، التي تركز على التعليم، ريادة الأعمال، وحماية البيئة. قدم ملايين الدولارات لمكافحة كوفيد-19، بما في ذلك تبرعات طبية لأكثر من 100 دولة.
يدعم برامج لتعليم المعلمين في المناطق الريفية الصينية، وأنشأ جوائز سنوية للمعلمين المتميزين بقيمة مليون دولار.
انضم إلى “تعهد العطاء”، متعهدًا بمنح جزء كبير من ثروته، ويساهم في مبادرات لمكافحة الفقر والتغير المناخي.
نصائحه للنجاح
جاك ما يشارك تجاربه بصراحة، ومن أبرز نصائحه:
– تقبل الفشل: يقول: “رفضوني 30 مرة، لكنني تعلمت من كل رفض.” فشله في الوظائف علمته المثابرة.
– ركز على العملاء: في علي بابا، كان شعاره “العملاء أولاً، الموظفون ثانيًا، المساهمون ثالثًا.”
– ابدأ صغيرًا وفكر كبيرًا: نصح الشباب ببناء فرق قوية وبدء مشاريع تحل مشاكل حقيقية.
– تعلم مدى الحياة: رغم عدم تخرجه من جامعات مرموقة، يؤكد على أهمية التعلم الذاتي والتكيف مع التغييرات.
– كن إيجابيًا: يرى أن الشكاوى لا تحل المشاكل، بل الابتكار يفعل.
لماذا جاك ما ملهم؟
جاك ما هو قصة نجاح من الصفر في بلد كان الإنترنت فيه نادرًا. رفضته الحياة مرات عديدة، لكنه حوّل فشله إلى وقود للنجاح، مما يلهم ملايين الشباب في الدول النامية.
شخصيته الكاريزمية، حبه للتاي تشي والموسيقى (يغني في الحفلات)، وتركيزه على التوازن بين العمل والحياة يجعلونه قدوة. قصته تثبت أن الرؤية والإصرار يمكن أن يبنيا إمبراطوريات، حتى لو بدأت من شقة صغيرة.