أخبار دولية

رصد عسكري: المعرفة بالقدرات العسكرية للدول والأسلحة العسكرية لباكستان

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يعد الرصد العسكري أداة حيوية لفهم توازن القوى العالمي. يستعرض هذا التقرير القدرات العسكرية للدول الرئيسية في عام 2025 بناءً على مؤشر القوة العسكرية العالمي (Global Firepower Index – GFP)، الذي يعتمد على أكثر من 60 عاملاً، مثل عدد القوات، الميزانية الدفاعية، والقدرات الجوية والبحرية والبرية، بالإضافة إلى الموارد الجغرافية.

كما يركز التقرير بشكل خاص على الأسلحة العسكرية لباكستان، التي تحتل المرتبة التاسعة عالمياً. المعلومات مستمدة من مصادر موثوقة مثل GFP، اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، وتقارير معهد دراسة الحرب (ISW)، مع تحديثات حتى أكتوبر 2025.

 القدرات العسكرية للدول الرئيسية في 2025

يظهر مؤشر GFP لعام 2025، الذي يغطي 145 دولة، تصنيفاً يعتمد على “مؤشر القوة” (PwrIndx)، حيث يشير الرقم الأقل إلى قوة أكبر (الكمال 0.0000).

تتصدر الولايات المتحدة القائمة بفضل أسطولها الجوي والبحري الضخم، ترسانتها النووية، ونفوذها العالمي.

تليها روسيا في المرتبة الثانية، مع تركيز على القوة البرية والنووية، ثم الصين في المرتبة الثالثة بأكبر قوات نشطة ونمو سريع في الأسطول البحري.

تأتي الهند رابعة بقوات برية كبيرة وقدرات نووية، ثم كوريا الجنوبية بخامسة بفضل تكنولوجياتها المتقدمة.

المملكة المتحدة واليابان وتركيا وباكستان وإيطاليا تكمل قائمة العشرة الأوائل، حيث تعتمد الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة على تحالف الناتو، بينما تركز تركيا على صناعة دفاعية محلية، مثل طائرات Bayraktar بدون طيار.

تتفوق روسيا على الصين في الدبابات والمدفعية، بينما تمتلك الصين تفوقاً في عدد القوات البشرية. في المراتب 11 إلى 20، تأتي فرنسا في الحادية عشرة بقوة نووية وبحرية متقدمة، ومصر الثانية عشرة كأقوى قوة في أفريقيا بقوات برية هائلة، ثم إندونيسيا الثالثة عشرة بأسطول بحري إقليمي قوي، وألمانيا الرابعة عشرة مع ميزانية دفاعية متزايدة وتركيز على التكنولوجيا، وأستراليا الخامسة عشرة بدعم من تحالف AUKUS، وسعودية السادسة عشرة بإنفاق دفاعي ضخم وصواريخ متقدمة، وإيران السابعة عشرة ببرنامج صواريخ باليستية وطائرات بدون طيار، وإسرائيل الثامنة عشرة بتفوق جوي ونووي غير معلن، وأوكرانيا التاسعة عشرة رغم الخسائر في الحرب لكن بدعم غربي، وبولندا العشرين بتوسع عسكري سريع في أوروبا الشرقية.

هذه الدول تعكس تنوعاً في القدرات، حيث تبرز الدول الآسيوية والأوروبية في التكنولوجيا، بينما تعتمد الدول العربية والأفريقية على القوة البرية والتحالفات.

القدرات العسكرية لباكستان: نظرة تفصيلية

تحتل باكستان المرتبة التاسعة عالمياً في GFP 2025، بدعم من ميزانية دفاعية تبلغ 11 مليار دولار وقوات نشطة تصل إلى 0.7 مليون جندي، مع إجمالي 3.9 مليون باحتساب الاحتياطي والقوات شبه العسكرية. تركز باكستان على مواجهة التهديدات من الهند وأفغانستان، مع نزاعات حدودية مستمرة في كشمير ودعم للقضايا الإسلامية.

في 2025، عززت باكستان تحالفها مع الصين عبر ممر CPEC، مما ساعد في تطوير صناعة دفاعية محلية، وصادرات أسلحة بلغت 1.5 مليار دولار، معتمدة على واردات من الصين وتركيا والولايات المتحدة.

الترسانة النووية

تمتلك باكستان ترسانة نووية تقدر بحوالي 170 رأساً نووياً، مع قدرة على التوسع إلى 200 بحلول 2025. تشمل ثالوثاً نووياً: صواريخ برية مثل Shaheen-III (مدى 2,750 كم، قادرة على الوصول إلى الهند بأكملها)، غواصات تقليدية مزودة بصواريخ Babur-3 (صواريخ كروز بحرية)، وقاذفات جوية مثل Mirage V. البرنامج النووي يركز على الردع ضد الهند، مع تطوير أسلحة نووية تكتيكية صغيرة الحجم للاستخدام في ساحات المعركة، واختبارات ناجحة لصواريخ Ababeel المضادة للصواريخ في 2024.

 الأسلحة البرية

تتفوق باكستان بعدد الدبابات (3,742) والمدفعية (حوالي 4,500 قطعة). تشمل الأسلحة الرئيسية دبابات Al-Khalid (حوالي 1,200، مشتركة مع الصين)، وVT-4 (صينية، 300 وحدة جديدة في 2025)، ومركبات مدرعة مثل Talha (محلية الصنع).

أنظمة المدفعية تشمل مدافع M109 الأمريكية ورشاشات صواريخ A-100 الصينية. صواريخ Ghauri الأرضية (مدى 1,500 كم) قادرة على حمل رؤوس نووية، وتُستخدم في الدفاع عن الحدود مع الهند.

 الأسلحة الجوية

يضم الأسطول الجوي الباكستاني 1,399 طائرة، منها 387 مقاتلة. تشمل المقاتلات JF-17 Thunder (حوالي 150، مشتركة مع الصين، مع إنتاج محلي)، F-16 الأمريكية (حوالي 75)، وJ-10C الصينية (25 وحدة في 2025). القاذفات تشمل Mirage III، بينما تطور باكستان طائرات بدون طيار مثل Burraq (مسلحة، مستخدمة في عمليات مكافحة الإرهاب) وShahpar-2، مع تعاون مع تركيا لشراء Bayraktar TB2.

الأسلحة البحرية

يضم الأسطول البحري 121 سفينة، بما في ذلك 10 غواصات (من فئة Hangor الصينية، 8 جديدة في 2025). تشمل الفرقاطات Zulfiquar-class المزودة بصواريخ Babur، ومدمرات Tariq-class.

باكستان تركز على حماية موانئها في بحر العرب، مع صواريخ Harbah البحرية (مدى 280 كم) المضادة للسفن، وتوسيع قدراتها النووية البحرية لمواجهة الهند.

 التحديات والتطورات

تواجه باكستان تحديات مثل الاقتصاد الضعيف الذي يحد من الإنفاق، والتوترات مع الهند (اشتباكات جوية في 2024 أدت إلى خسائر محدودة)، والإرهاب الداخلي. في 2025، أطلقت باكستان برنامجاً لإنتاج 50 طائرة JF-17 Block III محلياً، وأنظمة دفاع جوي HQ-9 الصينية.

صادرات الأسلحة تركز على الدول الإسلامية مثل السعودية، واستراتيجيتها تعتمد على “الردع الكامل” ضد الهند، مدعومة بتحالف مع الصين وتركيا، مع مشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية.

يظهر الرصد العسكري لعام 2025 هيمنة الولايات المتحدة وروسيا والصين على المشهد العسكري العالمي، مع صعود باكستان كقوة إقليمية نووية وبرية قوية رغم التحديات الاقتصادية، ودور متزايد لدول مثل تركيا وإسرائيل.

 

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى