فنزويلا تغلق سفارتها في النرويج عقب منح نوبل للمعارضة ماريا كورينا ماتشادو

أعلنت وزارة الخارجية النرويجية، يوم الإثنين 14 أكتوبر 2025، أنّ فنزويلا قررت إغلاق سفارتها في العاصمة أوسلو دون تقديم أي تفسير رسمي، في خطوة تأتي بعد أيام قليلة من منح جائزة نوبل للسلام إلى زعيمة المعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية النرويجية سيسيلي روانغ في تصريح لوكالة “فرانس برس” إنّ بلادها تلقت إخطاراً من السفارة الفنزويلية بشأن إغلاق أبوابها، من دون أي توضيح للأسباب. وأضافت: *”نأسف لهذا القرار، فرغم وجود اختلافات في وجهات النظر، ما زالت النرويج حريصة على إبقاء قنوات الحوار مفتوحة مع فنزويلا، وسنواصل العمل على ذلك.”
وفي العاصمة كاراكاس، أكدت وزارة الخارجية الفنزويلية الخبر، مشيرةً إلى أن الخطوة تأتي ضمن “عملية إعادة هيكلة للبعثات الدبلوماسية” في الخارج، دون الإشارة إلى أي علاقة بجائزة نوبل الأخيرة.
ويأتي القرار بعد ثلاثة أيام فقط من منح لجنة نوبل النرويجية جائزة نوبل للسلام لعام 2025 إلى ماريا كورينا ماتشادو، تقديراً “لنضالها من أجل الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي، وجهودها لتحقيق انتقال سلمي وعادل من الحكم الاستبدادي إلى الديمقراطية”.
وكانت ماتشادو، البالغة من العمر 58 عاماً، قد مُنعت من الترشح للانتخابات الرئاسية في 2024، والتي فاز فيها الرئيس نيكولاس مادورو وسط تشكيك واسع من المعارضة.
ورد مادورو الأحد بتصريحات حادة وصف فيها الفائزة –من دون الإشارة مباشرة إلى الجائزة– بأنها *”ساحرة شيطانية”*، وهو تعبير يستخدمه النظام الفنزويلي عادة ضد خصومه السياسيين.
من جانبها، شددت المتحدثة النرويجية روانغ على أن لجنة نوبل مستقلة تماماً عن الحكومة النرويجية، وأن أي تساؤلات بشأن الجائزة تُوجَّه إلى اللجنة مباشرة.
كما أعلنت فنزويلا في بيانها عن إغلاق سفارتها في أستراليا ضمن العملية ذاتها لإعادة الهيكلة.
وفي تطور موازٍ، أهدت ماتشادو الجائزة للشعب الفنزويلي الذي وصفته بـ”المعذّب”، وقدّمت الشكر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على “دعمه الحاسم لقضيتنا”.
وفي وقت لاحق من مساء الإثنين، دعت ماتشادو السلطات الكولومبية إلى فتح تحقيق بعد إصابة ناشطين فنزويليين برصاص مجهولين في العاصمة بوغوتا، متهمة نظام مادورو بالوقوف وراء الهجوم. وأكدت الشرطة الكولومبية أن الضحيتين، يندري فيلاسكري ولويس أليخاندرو بيتشي، تعرضا لإطلاق نار أثناء محاولتهما الصعود إلى حافلة.
وفي سياق متصل، تشتبه النرويج بوجود عملية تجسس إلكتروني وراء تسريب اسم الفائزة بجائزة نوبل قبل الإعلان الرسمي، في قضية أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الأمنية والإعلامية.