أطلق جهاز الاستخبارات الخارجية الألمانية (BND) تحذيرًا شديد اللهجة من احتمالية اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكدًا أن موسكو تشكل “تهديدًا مباشرًا” لأمن أوروبا واستقرارها.
وخلال جلسة إحاطة عامة أمام البرلمان الألماني اليوم الاثنين، قال رئيس الجهاز مارتن ييغر، الذي تولى منصبه مؤخرًا، إن ما يصفه الغرب بـ”السلام البارد” مع روسيا قد يتحول في أي لحظة إلى “مواجهة حامية”، مشيرًا إلى أن موسكو تسعى بشكل واضح إلى توسيع نفوذها غربًا نحو أوروبا.
وأوضح ييغر أن روسيا، لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، “لن تتردد في الدخول في صدام عسكري مع الناتو إذا رأت ذلك ضروريًا”، مضيفًا أن بلاده تواجه تهديدًا فعليًا وليس مستقبليًا. وقال:
ينبغي ألا نفترض أن أي هجوم روسي محتمل سيحدث في عام 2029 كما تشير بعض التقديرات… نحن نتعرض لهجوم بالفعل.”
وشدد ييغر على أن روسيا تعمل على تقويض استقرار الديمقراطيات الأوروبية وزعزعة وحدة الحلف الأطلسي من خلال وسائل متعددة تشمل:
* التلاعب بالانتخابات والرأي العام،
* نشر الدعاية والتضليل الإعلامي،
* التجسس والتخريب،
* انتهاك المجال الجوي الأوروبي بالطائرات والمسيّرات،
* تنفيذ اغتيالات واستهداف معارضين روس في الخارج.
وأشار ييغر، الذي شغل سابقًا منصب السفير الألماني في كييف، إلى أن طموحات الكرملين لا تقتصر على الحرب في أوكرانيا، بل تمتد إلى إعادة رسم حدود النفوذ في أوروبا الشرقية.
وفي السياق ذاته، حذر رئيس وكالة الاستخبارات الداخلية الألمانية (BfV)، سنان سيلين، من أن الوقائع الميدانية الأخيرة تؤكد خطورة الموقف، مشيرًا إلى أن عدة حوادث تم رصدها في سبتمبر الماضي مثل توغل طائرات مسيّرة روسية، والتشويش على أنظمة تحديد المواقع (GPS)، وانتهاك المجال الجوي لدول الناتو، كلها مؤشرات على تصعيد روسي متعمّد.
وقال سيلين:
التحقيقات ما تزال جارية، لكن من الواضح أننا نواجه تهديدات هجينة متزايدة. روسيا تتصرف بعدوانية وتسعى للتصعيد بخطوات محسوبة.”
تأتي هذه التحذيرات بينما تتصاعد التوترات بين موسكو والغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا، وسط مخاوف أوروبية من توسّع دائرة الصراع لتشمل دولاً أخرى في القارة.
