من مكان آمن.. رئيس مدغشقر يؤكد نجاته من محاولة اغتيال ويدعو لاحترام الدستور
أعلن رئيس مدغشقر أندري راجولينا، الإثنين 14 أكتوبر 2025، أنه في “مكان آمن” بعد تعرضه لما وصفها بـ”محاولة اغتيال”، داعياً في أول ظهور له منذ أسابيع إلى احترام الدستور والحفاظ على الاستقرار في البلاد، التي تشهد موجة احتجاجات واسعة ضد حكومته.
وفي خطاب متلفز بثّه مباشرة عبر فيسبوك دون الكشف عن مكانه، قال راجولينا، البالغ من العمر 51 عاماً: *”أنا في مكان آمن، والسبيل الوحيد لحل هذه الأزمة هو احترام الدستور”*. ورفض الرئيس دعوات المحتجين إلى التنحي، مؤكداً تمسكه بشرعيته الدستورية.
وتشهد مدغشقر منذ 25 سبتمبر الماضي تظاهرات حاشدة تقودها المعارضة احتجاجاً على الأوضاع المعيشية وتهم الفساد، فيما انضم عدد من العسكريين إلى المتظاهرين في نهاية الأسبوع، مما زاد من حدة التوتر السياسي في الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي.
وبحسب إذاعة فرنسا الدولية (RFI)، فقد غادر راجولينا البلاد الأحد على متن طائرة عسكرية فرنسية متجهة إلى جزيرة لا ريونيون، قبل أن يسافر إلى وجهة أخرى برفقة عائلته.
وفي تعليق على التطورات، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة حول غزة في منتجع شرم الشيخ المصري: “لا أؤكد شيئاً اليوم، لكننا نتابع الوضع في مدغشقر بقلق كبير”.
وأضاف ماكرون: “من المهم الحفاظ على النظام الدستوري واستمرارية المؤسسات، لأن ذلك يضمن استقرار البلاد ومصلحة شعبها”، مشيراً إلى أن فرنسا تتابع بقلق محاولات بعض الفصائل العسكرية أو التدخلات الخارجية لاستغلال الاحتجاجات.
واتّهم راجولينا في خطابه مجموعة من “العسكريين والسياسيين” بمحاولة اغتياله، مؤكداً أنه اضطر للانتقال إلى مكان آمن لحماية حياته بعد اقتحام “مجموعة من الجنود المسلحين” مقر التلفزيون الرسمي الذي كان من المقرر أن يبث كلمته مساء الإثنين.
وقال الرئيس الملغاشي: “اضطررت لإيجاد مكان آمن لحماية حياتي، لكنني لم أتوقف يوماً عن البحث عن حلول للأزمة. لا أحمل ضغينة تجاه من حاولوا اغتيالي، وأنا منفتح على الحوار للخروج من هذا الوضع.”
وحذر راجولينا من تداعيات اقتصادية خطيرة إذا انزلقت البلاد نحو الفوضى السياسية، مذكّراً بأن مدغشقر فقدت تمويلات دولية واسعة بعد انقلاب عام 2009 الذي أوصله إلى الحكم لأول مرة.
يُذكر أن راجولينا فاز في انتخابات 2023 بولاية ثانية مدتها خمس سنوات، قاطعتها المعارضة، بينما يعيش نحو 80% من سكان مدغشقر البالغ عددهم 32 مليون نسمة تحت خط الفقر، بأقل من 15 ألف أرياري يومياً (نحو 2.8 يورو) وفق تقديرات البنك الدولي.
