ماذا تعني مصافحة ترامب و سانشيز في قمة شرم الشيخ للسلام بعد أزمة الناتو.. فيديو
شروق محمد
شرم الشيخ – 13 أكتوبر 2025
شهدت قمة السلام التي استضافتها مدينة شرم الشيخ المصرية، أول لقاء بين رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد أسابيع من التصريحات النارية التي أثارت توتراً بين البلدين، حين دعا ترامب إلى “طرد إسبانيا من حلف الناتو” بسبب ما وصفه بـ”ضعف التزامها الدفاعي”.
واستقبل ترامب في القمة عدداً من القادة الدوليين المشاركين في مراسم توقيع اتفاق السلام في غزة، وعندما جاء دور سانشيز، تبادلا مصافحة مثيرة للانتباه، تخللتها ابتسامات متبادلة و«شدّ باليد» التقطته عدسات المصورين، في مشهد جمع بين الودّ الظاهري والتوتر الدبلوماسي المكتوم.
ووفقاً لصحيفة 20minutos الإسبانية، فقد “شد ترامب ذراع سانشيز بخفة أثناء المصافحة”، بينما رد الأخير بابتسامة ووضع يده للحظة على مرفق ترامب، في إشارة فسرها المراقبون بأنها محاولة لتخفيف حدة الموقف. كما وصف موقع ABC اللقاء بأنه “وجيز وبارد من حيث الكلمات، لكنه دافئ من حيث الإشارات الجسدية”، في حين اعتبر موقع Onda Cero أن المصافحة “عكست توازناً دقيقاً بين المجاملة السياسية ورغبة كل طرف في الحفاظ على موقفه”.
وتأتي هذه المصافحة بعد أيام من الجدل الذي أثارته تصريحات ترامب في مقابلة مع قناة أمريكية، حيث قال: “ربما ينبغي طرد إسبانيا من الناتو، فهي لا تفي بالتزاماتها الدفاعية”، وهو ما ردت عليه مدريد ببيان رسمي أكدت فيه أن “إسبانيا حليف وفي للناتو، وتعمل على زيادة ميزانيتها الدفاعية تدريجياً بما يتماشى مع التزاماتها الأوروبية”.
و بالرغم من أنه لم تُسجل أي محادثات رسمية بين ترامب و سانشيز على هامش القمة، اعتبر مراقبون أن اللقاء القصير في شرم الشيخ يمثل بداية “إذابة للجليد” بين مدريد وواشنطن، خاصة في ظل الأجواء الدولية الحساسة التي رافقت توقيع اتفاق السلام في شرم الشيخ المصرية.
و أتي ذلك ضمن حملة ترامب الانتخابية الأخيرة، حيث انتقد عدداً من أعضاء الناتو، بينهم ألمانيا وكندا وإسبانيا، متهماً إياهم بعدم المساهمة الكافية في ميزانية الدفاع الجماعية. وفي المقابل، يسعى سانشيز إلى الحفاظ على صورة بلاده كعضو “ملتزم ومسؤول” داخل الحلف، دون التضحية بسياسات الرفاه الاجتماعي التي تعد محوراً أساسياً في برنامجه الحكومي.