لافروف ينتقد غموض خطة ترامب بشأن إقامة دولة فلسطينية

أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال تصريحاته يوم 8 أكتوبر 2025، عن انتقاده لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، واصفاً إياها بأنها “غامضة للغاية” فيما يتعلق بإقامة دولة فلسطينية مستقلة. وأشار إلى أن الخطة تركز بشكل رئيسي على قطاع غزة، دون توضيح مصير الضفة الغربية، التي يجب أن تكون جزءاً أساسياً من أي حل شامل.
وأوضح لافروف أن الخطة، المكونة من 20 نقطة، تتضمن كلمة “الدولة” لكنها تفتقر إلى تفاصيل محددة، مما يجعلها غير واضحة بشأن إمكانية إقامة دولة فلسطينية. وأكد أن روسيا تتعامل مع الخطة بواقعية، معتبراً إياها الخيار الأفضل المتاح حالياً، شريطة موافقة الفلسطينيين عليها.
وأعرب عن دعمه للمفاوضات غير المباشرة الجارية في مصر بمشاركة تركيا وقطر والولايات المتحدة وإسرائيل، مع وساطة لحركة حماس، مؤكداً ضرورة وقف الأعمال العدائية فوراً. وأشار إلى أن حماس تطالب بضمانات لمنع تجدد القتال في غزة، مستفيدة من التجارب السابقة.
وأضاف لافروف أن القضية الفلسطينية، التي لم تُحل منذ حوالي 80 عاماً، تظل سبباً رئيسياً لتغذية التطرف في الشرق الأوسط.
واستنكر الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023، والذي أودى بحياة 1200 شخص وأسر آخرين، لكنه انتقد بشدة العقاب الجماعي للفلسطينيين، واصفاً إياه بانتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي.
وبحسب البيانات الرسمية، بلغ عدد القتلى في غزة 65 ألف شخص خلال العامين الماضيين، معظمهم مدنيون، إلى جانب إصابة 170 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف.
تتضمن خطة ترامب وقف إطلاق نار تمت الموافقة عليه في 9 أكتوبر 2025 ودخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، مع تجميد خطوط القتال وسحب القوات الإسرائيلية تدريجياً من غزة، حيث تسيطر إسرائيل حالياً على 53% من أراضي القطاع، مع خطط لتقليص السيطرة إلى 40% ثم 15%، مع الاحتفاظ بمحيط أمني.
تشمل الخطة أيضاً إطلاق سراح 20 رهينة على قيد الحياة و28 جثة مقابل إفراج إسرائيل عن 250 سجيناً فلسطينياً مدانين بالسجن المؤبد و1700 معتقل من غزة، بالإضافة إلى تبادل الجثث.
كما تنص الخطة على زيادة المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة يومياً تحمل مواد غذائية وطبية ووقود، وإعادة تأهيل البنية التحتية مثل المياه والكهرباء والمستشفيات.
وتقترح تشكيل قوة تثبيت دولية للأمن خلال المرحلة الانتقالية، مع تدريب شرطة فلسطينية محايدة، وتسليم الأراضي تدريجياً. على المدى الطويل، تهدف الخطة إلى إعادة بناء غزة اقتصادياً عبر إنشاء منطقة اقتصادية خاصة، ونزع السلاح من القطاع، مع إشراف دولي على الإدارة بقيادة ترامب وبمشاركة توني بلير.
كما تشمل إصلاحات في السلطة الفلسطينية لتتولى الحكم لاحقاً، وتوفر عفواً لأعضاء حماس الذين يعيشون سلمياً أو يغادرون، مع حوار ديني وسياسي للتعايش، لكن دون ضمان واضح لإقامة دولة فلسطينية، بل مجرد طموح للتقرير الذاتي بعد الإصلاحات.
وألقى لافروف باللوم على الغرب لتعطيله قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة، مؤكداً دعم روسيا للحلول التي توقف القتال وتعيد بناء المنطقة، مع انتقاده للعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة خلال العامين الماضيين.