قمة السلام في شرم الشيخ تتأهب لخطوة تاريخية نحو إنهاء الحرب في غزة

تستعد مدينة شرم الشيخ الساحرة على شواطئ البحر الأحمر لاستضافة حدث دولي هام يُعرف باسم “قمة شرم الشيخ للسلام”، والتي ستنطلق بعد ظهر يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025.
هذه القمة، التي ترأسها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تجمع قادة وممثلين عن أكثر من 20 دولة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
ومع ذلك، لن تشهد القمة حضوراً من الجانبين الرئيسيين في النزاع، حيث أكدت إسرائيل وحركة حماس عدم إرسال أي ممثلين عنهما، مما يجعل التركيز على الدول الوسيطة والضامنة.
أهداف القمة وجدول أعمالها الرئيسي
تهدف القمة بشكل أساسي إلى رسم خطوط عريضة لإنهاء الحرب المدمرة في قطاع غزة، التي امتدت لسنتين كاملتين، وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط ككل. وفقاً لبيان الرئاسة المصرية، ستتناول المناقشات عدة محاور حاسمة، منها:
– تثبيت وقف إطلاق النار: سيتم التوقيع على وثيقة ضمانات رسمية من قبل الدول الرئيسية الوسيطة، وهي الولايات المتحدة، مصر، قطر، وتركيا. هذه الوثيقة ستحدد آليات لضمان التزام الطرفين بالهدنة، بما في ذلك إطلاق سراح الرهائن وفتح المعابر للمساعدات الإنسانية.
– إعادة إعمار غزة: سيتم مناقشة خطط لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة، مثل المستشفيات، محطات الكهرباء والمياه، وإزالة الأنقاض، مع ضمان تدفق المساعدات دون عوائق. ومن المتوقع أن يشرف على ذلك فريق مشترك يضم الولايات المتحدة، مصر، قطر، وتركيا، بالتعاون مع الأمم المتحدة ووكالاتها.
– الأمن الإقليمي والسلام الدائم: ستُفتح نقاشات حول عملية سياسية طويلة الأمد، بما في ذلك إمكانية استئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتعزيز التعاون الإقليمي لمنع اندلاع نزاعات أخرى. كما سيتم التركيز على دور الدول المشاركة في دعم الاستقرار، مع الإشارة إلى رؤية الرئيس ترامب للسلام في المنطقة.
بدأت الوفود في الوصول إلى شرم الشيخ منذ يوم أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة وتحضيرات واسعة تشمل رفع أعلام الدول المشاركة قرب المطار الدولي.
ومن المتوقع أن يشمل البرنامج لقاءً ثنائياً بين السيسي وترامب، بالإضافة إلى جلسات جماعية لمناقشة التفاصيل العملية.
الدول والشخصيات المشاركة
ستشهد القمة حضوراً دولياً واسعاً يعكس الإجماع العالمي على ضرورة إنهاء النزاع، ومن أبرز المشاركين:
– القادة الرئيسيون: الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي وصفه ترامب بأن حضوره “أمر رائع جداً”، إلى جانب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، ورئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، ورئيس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا.
– الدول الضامنة: الولايات المتحدة، مصر، قطر، وتركيا، التي ستقوم بالتوقيع على الوثيقة الرئيسية. كما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مشاركته، ومن المتوقع أن يلقي كلمة رئيسية ويجري لقاءات جانبية.
– غياب ملحوظ: إيران أعلنت رفض دعوتها للمشاركة، معتبرة أنها ترحب بأي مبادرة تنهي “الإبادة” في غزة دون الحاجة إلى حضورها. أما إسرائيل، فقد أكد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم إرسال أي مسؤولين، بينما أكد القيادي في حماس حسام بدران عدم مشاركة الحركة في عملية التوقيع.
تصريحات بارزة وإنجازات ترامب
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاتفاق المرتقب بأنه “أعظم إنجازاته”، مشيراً إلى أن قائمة الحضور تثبت “توحيد العالم حول خطته للسلام في غزة”.
وفي تصريحات لموقع “أكسيوس”، أكد ترامب أن الحرب “انتهت”، مع التركيز على دور الولايات المتحدة في الوساطة.
كما أعلن عن زيارة إلى إسرائيل صباح الاثنين لإلقاء خطاب أمام الكنيست ولقاء عائلات الرهائن قبل التوجه إلى شرم الشيخ.
من جانبه، أعلن الرئيس السيسي عن إهداء ترامب “قلادة النيل”، وهي أعلى الأوسمة المصرية شأناً، تقديراً لـ”دوره المحوري في وقف الحرب ودعم جهود السلام”.
وفقاً للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية محمد الشناوي، تُمنح هذه القلادة لقادة الدول الذين يساهمون في خدمة الإنسانية، مما يعكس الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن.
التبادل الأول للرهائن وخلفية النزاع
في سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي استلام 7 رهائن كجزء أول من عملية التبادل، وسط ترحيب دولي. هذا التبادل يأتي بعد مفاوضات مكثفة بوساطة مصرية، أدت إلى وقف المعارك مؤقتاً، مع عودة مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى غزة، ودخول 400 شاحنة مساعدات يوم الأحد عبر معابر رفح وكرم أبو سالم.
يأتي هذا الحدث بعد حرب أودت بحياة نحو 68 ألف فلسطيني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال وفقاً للهيئات الصحية في غزة، بالإضافة إلى 1219 إسرائيلياً قتيلاً في هجوم حماس الأولي على جنوب إسرائيل. ويُنظر إلى القمة كفرصة لتحويل الهدنة إلى سلام دائم، مع آليات لمتابعة التنفيذ تضمن عدم عودة التصعيد.