استئناف الاتحاد الأوروبي لمهمة الإشراف على معبر رفح الحدودي بين غزة ومصر

أعلنت كايا كالاس، المسؤولة العليا عن السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، اليوم الاثنين 13 أكتوبر 2025، أن الاتحاد سيعاود نشر مهمته المدنية للإشراف على معبر رفح، الذي يمثل النقطة الرئيسية للحدود بين قطاع غزة ومصر.
ويأتي هذا الإعلان في سياق الجهود الدبلوماسية الدولية لتعزيز الاستقرار في المنطقة، خاصة بعد الاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي ساهم في إطلاق سراح عدد من الرهائن وفتح آفاق للسلام.
في منشورين متتاليين على منصة إكس (تويتر سابقًا)، وصفت كالاس اليوم الحالي بأنه “لحظة أمل نادرة في الشرق الأوسط”، مشيدة بالدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي.
وأكدت أن إطلاق الرهائن يُعد إنجازًا كبيرًا نحو السلام، لكنها شددت على تعقيد الخطوات المقبلة لضمان هدنة دائمة في غزة. وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعمه الكامل لهذه العملية، وسيعيد تشغيل المهمة يوم الأربعاء المقبل، حيث ستُعرف باسم “مهمة الاتحاد الأوروبي لمساعدة الحدود في رفح” (EUBAM Rafah).
هذه المهمة ستشمل مراقبة النشاط الحدودي لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، تسهيل انتقال الجرحى والمرضى إلى مصر للعلاج، ومنع أي انتهاكات محتملة للاتفاق، مما يساهم في بناء الثقة بين الأطراف المعنية.
وتعود هذه المهمة إلى عام 2005، عندما أطلقها الاتحاد الأوروبي بعد انسحاب إسرائيل من غزة، لتعزيز التعاون بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في إدارة المعبر. وفقًا للسجلات الرسمية، ساهمت المهمة في مرور أكثر من 440 ألف شخص عبر المعبر بين نوفمبر 2005 ويونيو 2007، قبل تعليقها في 13 يونيو 2007 بعد سيطرة حماس على القطاع.
ومع ذلك، فإن إعادة النشاط الحالي تأتي في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف الإطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير 2025، والذي يتضمن إزالة القيود على حركة الأشخاص والسلع، وزيادة تدفق المساعدات، وإعادة فتح المعبر للسفر باتجاه واحد مؤقتًا من غزة إلى مصر.
حظيت القرارات الأوروبية بدعم واسع من الدول الأعضاء، حيث أعلنت إيطاليا عن إرسال سبعة ضباط من قوات الكارابينيري الباراميليتاري للانضمام إلى اثنين من مواطنيها الموجودين بالفعل، بينما نشرت فرنسا ثلاثة جنود متخصصين في مراقبة الحدود.
كما تجري ألمانيا مناقشات داخلية لإرسال وفد منها، مما يعكس الإجماع على دور “حاسم” للاتحاد في دعم الاتفاق. وفي تصريحات سابقة أدلت بها كالاس في اجتماعات دولية، مثل قمة باريس في أكتوبر 2025، أكدت أن الاتحاد جاهز لمناقشة توسيع المهمة لتشمل جوانب أمنية إضافية، مثل تعزيز التنسيق مع بعثة الشرطة الأوروبية في الأراضي الفلسطينية (EUPOL COPPS)، لتغطية “اليوم التالي” بعد الاتفاق.
يُعد استئناف المهمة خطوة حاسمة في تخفيف الكارثة الإنسانية في غزة، حيث أفادت وزارة الصحة في القطاع بأن أولى دفعات الجرحى المدنيين والمقاتلين ستغادر نحو مصر عبر المعبر في الساعات القادمة، وسط صفوف من شاحنات المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.
وتأتي هذه التطورات بعد أسابيع من المفاوضات الدولية في الكويت وغيرها، حيث ركزت كالاس على إنهاء “دورة الموت” وتحقيق أفق سياسي للسلام الدائم، مع التركيز على إعادة الإعمار في غزة وسوريا ولبنان.
ومع ذلك، حذرت كالاس من أن “تحقيق السلام سيكون معقدًا للغاية”، مشيرة إلى الحاجة إلى دعم دولي قوي لنجاح الخطة.