تقارير

سعيد شبيب لـ”داي نيوز”: الإعلام لا يكتفي بنقل الحدث.. بل يصنع الوعي

في زمن تتسارع فيه الأخبار وتغمرنا الشعارات الجاهزة، يبرز الإعلامي اللبناني سعيد شبيب كصوت نادر يصنع الفرق في الإعلام العربي.
عبر برنامجه “الحصاد” على قناة الشرقية العراقية، لا يكتفي شبيب بنقل الأحداث، بل يحول الحوار إلى تجربة فكرية حقيقية، يطرح فيها الأسئلة العميقة ويمنح المشاهد مساحة للتمحيص والنقد بعيدًا عن الضوضاء الإعلامية التقليدية.

مسيرة إعلامية استثنائية

كسفير للنوايا الحسنة للثقافة والتراث في المملكة المتحدة، خاض شبيب تجربة إعلامية امتدت بين مختلف العواصم العربية والأجنبية.
عمل في كبرى القنوات الإخبارية، مطورًا أسلوبًا فريدًا يمزج بين المهنية والجرأة والدقة في الطرح.
هذه المسيرة أهلته لتصدر المراتب الأولى في الإعلام العراقي، وحصد العديد من الجوائز والتكريمات العربية والدولية تقديرًا لإبداعه وقدرته على المزج بين المصداقية والشجاعة في تناول القضايا السياسية والإنسانية الأكثر حساسية.

موقفه من فلسطين ولبنان

حول القضية الفلسطينية، قال شبيب في حوار خاص لـ”داي نيوز”: “الحل الأمثل يكمن في السلام على أساس حل الدولتين، ويجب أن تأتي الوحدة الفلسطينية والمصالحة الداخلية قبل أي خطوة أخرى، إلى جانب الانتخابات العامة والإصلاحات وضمان عودة آمنة للفلسطينيين”.

أما لبنان، وطنه، فيراه يعاني من أوضاع اقتصادية صعبة وغياب الإصلاحات، ويشير إلى أن جيله نشأ من حرب إلى أخرى، مؤكّدًا أن مساحة الديمقراطية والحرية ما تزال تسمح بالنقد والتعبير، لكنه يرى أن الوقت قد حان للتغيير برعاية دولية.

تحديات الحوار على الهواء

وعن تجربته اليومية في الإعلام المباشر، يقول شبيب:
“الضيوف أحيانًا لا يملكون حرفة الحوار، والنقاش التلفزيوني يشبه لعبة البينغ بونغ، أخذ وعطاء حتى لا يمل المشاهد. أحيانًا أضطر لإضافة بهارات على الحوار، ليس من باب عرض العضلات الإعلامية، بل لضمان متابعة الجمهور. أحترم كل الآراء، لكني صريح لدرجة أن أوقف الضيف عندما يكرر نفسه”.

الحياد ورؤية الإعلام العربي

شبيب يرى أن الحياد مفهوم متعدد الأوجه بين سلبي وإيجابي، ويؤمن بالحياد الإيجابي القائم على التريث والمراقبة وترك الحكم النهائي للمشاهد.
ويشير إلى أن قناة الشرقية نيوز والشرقية الأم تمكنت من الوصول سريعًا إلى الجمهور العربي خارج العراق، من خلال التركيز على اهتمامات المواطن العراقي.

فلسفة شبيب في الإعلام

شبيب حاول كسر نمطية التقديم التقليدي، وأصبح منهجه الدراسي يُدرس في الجامعات العراقية، وهو ما يفتخر به.
ويشدد على أهمية الانفتاح بين الإعلام العربي، ومراقبة الإعلام الغربي في جميع تفاصيله: التقديم، الإضاءة، الغرافيكس، الاستوديوهات، وطريقة الطرح، مع التأكيد على ضرورة أن يمتلك كل مذيع شخصيته الخاصة ويكون مؤثرًا قولًا وفعلًا.

ويضيف:
“الإعلام ليس مجرد نقل للأحداث، بل أداة تغيير ومسؤولية أخلاقية تجاه الجمهور والمجتمع. الحرية المهنية تعني القدرة على طرح الحقيقة بلا خوف أو تحيز، مع احترام جميع الآراء، وتحفيز المشاهد على التفكير النقدي. التحدي الحقيقي هو تحويل الكلمة إلى فعل يُحدث فرقًا ملموسًا”.

ويختم شبيب رؤيته:
“الإعلام العربي، عندما يجمع بين المهنية والجرأة والرؤية الواضحة، قادر على منافسة أي إعلام عالمي، وكل مذيع يحمل في يده فرصة لصنع التغيير الحقيقي”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى