الجيش السوداني يصد هجوماً عنيفاً لقوات الدعم السريع على الفاشر

شهدت مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، تصعيداً عسكرياً جديداً يوم السبت 11 أكتوبر 2025، بعدما أعلن الجيش السوداني أنه تمكّن من صدّ هجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على المحور الشمال الشرقي للمدينة، مؤكداً تكبيد المهاجمين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات العسكرية.
وقالت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش، في بيان رسمي، إن قوات الدعم السريع نفذت هجوماً باستخدام الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة، استهدف مركز إيواء داخل المدينة، ما أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل وإصابة آخرين تم نقلهم لتلقي العلاج.
وأوضح البيان أن الفاشر شهدت قصفاً مدفعياً متقطعاً وتحليقاً مكثفاً للطائرات المسيّرة طوال اليوم، قبل أن تعود الأوضاع إلى قدر من الهدوء الحذر مساء السبت.
يأتي هذا الهجوم في ظل تقدم ميداني محدود أحرزته قوات الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية باتجاه مدينة الفاشر، التي تعد آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في إقليم دارفور، بينما تحاصرها قوات الدعم منذ أكثر من عام.
من جانبها، حذّرت الأمم المتحدة مراراً من كارثة إنسانية وشيكة في الفاشر والمناطق المحيطة بها، حيث يعيش نحو مليون شخص في أوضاع بالغة الصعوبة نتيجة الحصار وانقطاع الإمدادات الإنسانية والخدمات الأساسية.
ووفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، يبلغ عدد سكان الفاشر حوالي 1.5 مليون نسمة، من بينهم 800 ألف نازح فرّوا من مدن وقرى أخرى في ولاية شمال دارفور منذ اندلاع النزاع المسلح عام 2003. وتضم المدينة ثلاثة معسكرات رئيسية للنازحين هي: *أبوشوك، زمزم، والسلام*.
ويُذكر أن الحرب المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف عام 2023 تسببت في مقتل عشرات الآلاف ونزوح الملايين داخل السودان وخارجه، فيما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة نزوح وجوع يشهدها العالم حالياً.