تقارير

بيان قادة أوروبا الثلاثة.. دعم لوقف إطلاق النار في غزة وتحذير لإيران

في خطوة دبلوماسية جديدة تعكس تنسيقًا متزايدًا بين القوى الأوروبية، أصدر قادة فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة (E3) بيانًا مشتركًا في 10 أكتوبر 2025، رحبوا فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع التأكيد على ضرورة التزام جميع الأطراف بالاتفاقات الموقعة، ووجّهوا في الوقت نفسه تحذيرًا واضحًا لإيران بشأن أنشطتها النووية.

خلفية البيان

جاء البيان الأوروبي عقب مفاوضات مكثفة بين القاهرة وواشنطن والدوحة انتهت إلى اتفاق أولي لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، بعد أشهر من التصعيد العسكري الذي خلّف خسائر بشرية جسيمة في القطاع.

ويأتي الموقف الأوروبي ليؤكد رغبة الاتحاد الأوروبي في استعادة دوره كوسيط دبلوماسي فاعل في أزمات الشرق الأوسط، خصوصًا بعد تراجع التأثير الأمريكي في بعض الملفات خلال الفترة الأخيرة.

مضمون البيان

أعرب القادة الثلاثة — إيمانويل ماكرون، أولاف شولتز، وريشي سوناك — عن دعمهم الكامل للجهود الإنسانية في غزة، داعين إلى تسهيل دخول المساعدات دون عوائق وضمان حماية المدنيين.

كما طالب البيان بالإفراج الفوري عن جميع الرهائن المحتجزين، مع ضرورة التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية من جانبها للحفاظ على فرص التهدئة طويلة المدى.

وفي سياق آخر، حذر البيان طهران من أي خرق جديد للاتفاق النووي، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية قد تلجأ لتفعيل “آلية العودة التلقائية للعقوبات” في حال استمرت الانتهاكات الإيرانية المتعلقة بتخصيب اليورانيوم أو نقل الأسلحة لمليشيات إقليمية.

أبعاد سياسية

يمثل هذا البيان عودة أوروبية تدريجية للانخراط في قضايا الشرق الأوسط بعد سنوات من الغياب النسبي.

ويرى محللون أن هذا التحرك يعكس رغبة باريس وبرلين ولندن في استعادة زمام المبادرة الدبلوماسية في المنطقة، في ظل انشغال الولايات المتحدة بملفات آسيا والمحيط الهادئ.

كما يهدف الموقف الأوروبي الموحد إلى الضغط على إيران لعدم استغلال الفوضى الإقليمية في تعزيز نفوذها عبر أذرعها في لبنان والعراق واليمن، وهو ما تعتبره العواصم الأوروبية تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة وطرق إمدادات الطاقة العالمية.

الموقف الأمريكي والعربي

رحبت الولايات المتحدة بالبيان الأوروبي، معتبرة أنه “يساهم في تثبيت التهدئة” ويدعم الجهود المصرية والقطرية في الوساطة.

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية المصرية استمرار اتصالاتها مع كافة الأطراف لتثبيت الهدنة وتحويلها إلى اتفاق دائم.

أما إيران، فردت عبر المتحدث باسم خارجيتها ناصر كنعاني بالقول إن “أوروبا لا تملك حق الوصاية على سياسات إيران الدفاعية”، مؤكدة أن برنامجها النووي “سلمي بالكامل”.

دلالات البيان

يشير توقيت البيان إلى رغبة أوروبية في لعب دور توازني بين واشنطن وطهران، مع محاولة تهدئة الساحة الشرق أوسطية قبيل قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل نهاية الشهر الجاري.

كما يعكس أن ملف غزة لم يعد إنسانيًا فقط، بل سياسيًا واستراتيجيًا يرتبط بأمن البحر المتوسط والطاقة وملفات الهجرة

يمثل بيان قادة أوروبا الثلاثة في 10 أكتوبر 2025 تحركًا دبلوماسيًا أوروبيًا محسوبًا بين دعم وقف النار في غزة والضغط على إيران.

ورغم أن الموقف لم يحمل إجراءات عملية جديدة، إلا أنه يُعيد أوروبا إلى دائرة التأثير في أكثر ملفات الشرق الأوسط حساسية وتعقيدًا.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى