رصد عسكري: المعرفة بالقدرات العسكرية لروسيا

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة، يُعد الرصد العسكري أداة حيوية لفهم توازن القوى العالمي. يستعرض هذا التقرير القدرات العسكرية للدول الرئيسية في عام 2025 بناءً على مؤشر القوة العسكرية العالمي (Global Firepower Index – GFP)، الذي يعتمد على أكثر من 60 عاملاً، مثل عدد القوات، الميزانية الدفاعية، والقدرات الجوية والبحرية والبرية، بالإضافة إلى الموارد الجغرافية.
كما يركز التقرير بشكل خاص على الأسلحة العسكرية لروسيا، التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً. المعلومات مستمدة من مصادر موثوقة مثل GFP، اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS)، وتقارير معهد دراسة الحرب (ISW)، مع تحديثات حتى أكتوبر 2025.
القدرات العسكرية للدول الرئيسية في 2025
يُظهر مؤشر GFP لعام 2025، الذي يغطي 145 دولة، تصنيفاً يعتمد على “مؤشر القوة” (PwrIndx)، حيث يشير الرقم الأقل إلى قوة أكبر (الكمال 0.0000). تتصدر الولايات المتحدة القائمة بفضل أسطولها الجوي والبحري الضخم، ترسانتها النووية، ونفوذها العالمي. تليها روسيا في المرتبة الثانية، مع تركيز على القوة البرية والنووية، ثم الصين في المرتبة الثالثة بأكبر قوات نشطة ونمو سريع في الأسطول البحري.
تأتي الهند رابعة بقوات برية كبيرة وقدرات نووية، ثم كوريا الجنوبية بخامسة بفضل تكنولوجياتها المتقدمة. المملكة المتحدة واليابان وتركيا وباكستان وإيطاليا تكمل قائمة العشرة الأوائل، حيث تعتمد الدول الأوروبية مثل المملكة المتحدة على تحالف الناتو، بينما تركز تركيا على صناعة دفاعية محلية، مثل طائرات Bayraktar بدون طيار. تتفوق روسيا على الصين في الدبابات والمدفعية، بينما تمتلك الصين تفوقاً في عدد القوات البشرية.
القدرات العسكرية لروسيا
تحتل روسيا المرتبة الثانية عالمياً في GFP 2025، بدعم من ميزانية دفاعية تبلغ 126 مليار دولار وقوات نشطة تصل إلى 1.3 مليون جندي، مع إجمالي 3.5 مليون باحتساب الاحتياطي والقوات شبه العسكرية.
الحرب في أوكرانيا تسببت في خسائر كبيرة (أكثر من 790 ألف قتيل وجريح حتى أبريل 2025)، لكن روسيا عززت إنتاجها الصناعي بدعم من تحالفات مع كوريا الشمالية وإيران والصين. في 2025، أعلن الرئيس بوتين زيادة القوات إلى 1.5 مليون، مع التركيز على تدريب 13 ألف ضابط جديد.
الترسانة النووية
تمتلك روسيا أكبر ترسانة نووية عالمياً، تضم حوالي 5,460 رأساً نووياً، منها 1,718 رأساً منشورة و4,309 في الخدمة الفعالة.
تشمل هذه الترسانة صواريخ باليستية عابرة للقارات (مثل RS-24 Yars بحوالي 300 صاروخ)، غواصات نووية (11 غواصة تحمل صواريخ Bulava)، وقاذفات استراتيجية (مثل Tu-95 وTu-160). على الرغم من تأخيرات في تجديد الترسانة، تركز روسيا على الأسلحة النووية غير الاستراتيجية (حوالي 1,477 رأساً).
الأسلحة البرية
تتفوق روسيا عالمياً بعدد الدبابات (12,566) والمدفعية (حوالي 15,000 قطعة). تشمل الأسلحة الرئيسية دبابات T-90M (حوالي 2,000)، وT-14 Armata (إنتاج محدود بسبب التكلفة)، ومركبات مدرعة مثل BMP-3 (حوالي 1,500) وBTR-82A. أنظمة المدفعية تشمل مدافع Koalitsiya-SV ذاتية الحركة ورشاشات صواريخ Tornado-G. صواريخ Iskander-M الأرضية (مدى 500 كم) قادرة على حمل رؤوس نووية أو تقليدية.
الأسلحة الجوية
يضم الأسطول الجوي الروسي 4,182 طائرة، منها 773 مقاتلة. تشمل المقاتلات Su-35S (حوالي 150) وSu-57 Felon (أقل من 20، مع خسارة واحدة في 2024). القاذفات تشمل Tu-22M3، بينما تُستخدم طائرات بدون طيار مثل Orlan-10 وLancet بكثافة في أوكرانيا.
الأسلحة البحرية
يضم الأسطول البحري 781 سفينة، بما في ذلك غواصات نووية من فئة Borei (4 في الخدمة)، ومدمرات مثل Admiral Gorshkov المزودة بصواريخ Zircon فرط صوتية، وفرقاطات Admiral Grigorovich. صواريخ Kalibr البحرية (مدى 2,500 كم) تُعد من الأسلحة الرئيسية.
التحديات والتطورات
تواجه روسيا تحديات مثل العقوبات الغربية التي أثرت على الإنتاج، وخسائر كبيرة في أوكرانيا (اكتسبت 3,561 كم² في 2025). تعتمد روسيا على طائرات بدون طيار رخيصة (مثل Shahed الإيرانية) وتطور أنظمة مضادة للطائرات بدون طيار. صادرات الأسلحة بلغت 60 مليار دولار في 2025 مع عقود مع 15 دولة، واستراتيجيتها تركز على “حرب الاستنزاف”.
يُظهر الرصد العسكري لعام 2025 هيمنة الولايات المتحدة وروسيا والصين على المشهد العسكري العالمي، مع تفوق روسي بارز في القوة النووية والبرية رغم التحديات.