اقتصاد وتكنولوجيا

ملوك البزنس: قصة نجاح سارة بلاكلي مؤسِسة Spanx

سارة بلاكلي ولدت في 21 فبراير 1971 في كليرووتر، فلوريدا، الولايات المتحدة. نشأت في عائلة متوسطة الحال، حيث كان والدها محاميًا ووالدتها فنانة.

درست الاتصالات في جامعة فلوريدا الدولية وحصلت على درجة البكالوريوس عام 1993. كانت تحلم بأن تصبح محامية مثل والدها، لكنها فشلت مرتين في اختبار القبول لكلية الحقوق، مما دفعها لتغيير مسارها المهني.

في بداية حياتها، عملت في ديزني وورلد كشخصية كرتونية لفترة قصيرة، ثم انتقلت إلى بيع آلات الفاكس من الباب إلى الباب لشركة دانكا لمدة سبع سنوات.

هذه التجربة صقلت مهاراتها في المبيعات والتواصل، وهي المهارات التي ساعدتها لاحقًا في بناء إمبراطوريتها.

سارة متزوجة من جيسي إيتزلر، رائد أعمال ومؤسس شركة ماركيز جيت، ولديهما أربعة أطفال. تعيش حاليًا في أتلانتا، جورجيا.

 المسيرة المهنية

فكرة سارة الرئيسية جاءت أثناء عملها في بيع الفاكس. كانت ترتدي جوارب طويلة لتبدو أنيقة تحت السراويل البيضاء، لكنها لاحظت أن الجوارب تترك مظهرًا غير مريح وغير جذاب.

في عام 1998، قررت قطع أقدام الجوارب لخلق مظهر أملس، وهكذا ولدت فكرة Spanx، وهي ملابس داخلية مشكلة للجسم. استثمرت 5000 دولار من مدخراتها الشخصية لتطوير النموذج الأولي بنفسها.

سارة واجهت تحديات كبيرة في البداية. لم يكن لديها خبرة في صناعة الأزياء أو تصنيع الملابس، وواجهت رفضًا متكررًا من المصانع التي لم تأخذ فكرتها على محمل الجد.

لكنها استمرت، وقامت بزيارة العديد من المصانع بنفسها حتى وجدت مصنعًا في نورث كارولينا وافق على إنتاج منتجها. استخدمت مهاراتها في المبيعات لإقناع متاجر مثل نيمان ماركوس لبيع Spanx، وبدأت تسويق المنتج بنفسها.

في عام 2000، حدثت نقطة تحول عندما أرسلت سارة منتجها إلى أوبرا وينفري، التي اختارت Spanx كواحد من “الأشياء المفضلة” في برنامجها الشهير. هذا الظهور التلفزيوني جعل Spanx علامة تجارية معروفة عالميًا، وزادت المبيعات بشكل صاروخي. بحلول عام 2012، أصبحت سارة أصغر مليارديرة عصامية في العالم وفقًا لمجلة فوربس، بثروة تقدر بمليار دولار.

 إنجازاتها

– تأسيس Spanx: حولت فكرة بسيطة إلى علامة تجارية عالمية متخصصة في الملابس الداخلية المشكلة للجسم. اليوم، تشمل منتجات Spanx ملابس متنوعة للنساء والرجال، بما في ذلك الجينز والملابس الرياضية.

– ريادة الأعمال العصامية: سارة لم تعتمد على مستثمرين خارجيين في بداية مشروعها، بل استخدمت مدخراتها الشخصية ومثابرتها، مما جعلها نموذجًا للرواد العصاميين.

– التأثير الثقافي: غيرت Spanx طريقة تفكير النساء في الملابس الداخلية، مع التركيز على الراحة والثقة بالنفس. العلامة التجارية أصبحت رمزًا لتمكين النساء.

– الظهور الإعلامي: ظهرت في برامج مثل Shark Tank كمستثمرة ضيفة، وشاركت خبراتها مع رواد الأعمال الجدد. كما ظهرت على أغلفة مجلات مثل فوربس وتايم.

 ثروتها

حتى أكتوبر 2025، تقدر ثروة سارة بلاكلي بحوالي 1.2 مليار دولار، معظمها من ملكيتها الكاملة لـSpanx (لم تبع أسهمًا كبيرة في الشركة).

في عام 2021، بيعت حصة أقلية في Spanx لشركة استثمارية، مما رفع قيمة الشركة إلى 1.2 مليار دولار، لكن سارة احتفظت بالسيطرة الإدارية والمالية. تعيش أسلوب حياة متواضع نسبيًا مقارنة بثروتها، وتركز على الاستثمار في مشاريع جديدة وعمل خيري.

 العمل الخيري

سارة معروفة بحسها الإنساني. في عام 2013، انضمت إلى “تعهد العطاء” (The Giving Pledge) مع بيل غيتس ووارن بافيت، متعهدة بمنح نصف ثروتها على الأقل للأعمال الخيرية. أسست مؤسسة سارة بلاكلي التي تركز على دعم النساء من خلال التعليم وريادة الأعمال. قدمت منحًا دراسية ودورات تدريبية للنساء في الولايات المتحدة وخارجها، وساهمت في تمويل مشاريع لتمكين النساء في المجتمعات المحرومة.

 نصائحها للنجاح

سارة تشارك دائمًا نصائحها لرواد الأعمال الطامحين، ومن أبرزها:

– لا تخف من الفشل: ترى أن الفشل جزء من رحلة النجاح. والدها كان يشجعها وهي صغيرة على مشاركة تجارب فشلها على مائدة العشاء لتعلمها تقبل الأخطاء.

– ثق بفكرتك: رغم الرفض المتكرر، آمنت سارة بقيمة Spanx ولم تتخلَ عنها.

– ابدأ صغيرًا: نصحت رواد الأعمال باختبار أفكارهم بموارد محدودة قبل التوسع.

– ركز على حل المشاكل: نجاح Spanx جاء من حل مشكلة يومية تواجهها النساء، مما يعني أن الأفكار العظيمة تأتي من ملاحظة احتياجات الناس.

 لماذا سارة بلاكلي ملهمة؟

سارة ليست مجرد رائدة أعمال، بل قصة نجاح تثبت أن الإصرار والإبداع يمكن أن يحولا فكرة بسيطة إلى إمبراطورية.

بدأت بدون خبرة في الموضة، بدون مستثمرين، وبميزانية محدودة، لكنها استخدمت ذكاءها ومهاراتها في المبيعات لخلق منتج غير حياة الملايين. قصتها تلهم الشباب، وخاصة النساء، ليؤمنوا بقدراتهم ويبدأوا مشاريعهم بثقة.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى