حكومة نتنياهو فاشلة وما ينتظره بعد الحرب أقسي مما واجهه خلالها

قال محرر الشؤون الإسرائيلية نضال كناعنة، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يمكن اعتباره “منتصرا سياسيا” بعد حرب غزة، لكنه “فشل حكوميا وإنسانيا” في إدارتها، مشيرا إلى أن نهاية الحرب ستفتح فصلا جديدا من المحاسبة الشعبية والسياسية في إسرائيل.
وأوضح كناعنة في حديثه أن نتنياهو، زعيم حزب الليكود، “انتصَر سياسيا بعد سنتين”، موضحا أنه رغم كل الضغوط والانتقادات “ما زال رئيسا للوزراء في إسرائيل”، مضيفا: “نتنياهو السياسي انتصر، لكنه كرئيس حكومة فشل بعد سنتين من الحرب”.
وأضاف أن الحرب “بدأت تنتهي الآن”، ومعها يظهر “الوجه الحقيقي للإنجازات والإخفاقات”، مشيرا إلى أن الإنجاز الأبرز لنتنياهو يتمثل في “بقائه في الحكم”، رغم التوقعات التي رجحت سقوطه في الأيام الأولى من الحرب.
وتابع أن نتنياهو “تمكن من ضرب حركة حماس والتخلص منها رغم أنه لم يكن يريد ذلك”، لكنه في المقابل “وجه ضربات قوية لحزب الله، ولنظام بشار الأسد، ولإيران، وللحوثيين”، مؤكدا أن هذه الحرب “لم تكن على غزة فقط”، بل شملت جبهات متعددة في الإقليملكنه أشار في المقابل إلى أن “استمرار الحرب كان أفشل ما قام به نتنياهو”، موضحا أنه “كان يمكن لإسرائيل أن تكسب الحرب مئة بالمئة لو أنها أنهتها في الوقت المناسب”، غير أن إطالتها “حولت غزة إلى مجزرة ومأساة عالمية أضرت بسمعة إسرائيل إلى حد كبير”، ودفعت المجتمع الدولي نحو “الاعتراف بدولة فلسطينية”.
إقرأ أيضًا: ترامب يزور إسرائيل بعد التوقيع علي خطتة لأنهاء الحرب في غزة
وأوضح أن استمرار الحرب “خدم مصلحة نتنياهو الشخصية وليس مصلحة إسرائيل”، معتبرا أن هناك “شبه إجماع على أن إطالة أمد الحرب كانت مقصودة” لأسباب داخلية، أبرزها “منع سقوط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة”، و”تجنب المحاكمات القضائية التي كان سيتعرض لها”.
وأضاف أن نتنياهو “نجح مؤقتا في تأجيل المحاسبة القضائية”، لكنه “لن ينجو من المحاكمة الشعبية”، موضحا أن “ما يخافه نتنياهو أكثر من القضاء هو محاكمة الشارع الإسرائيليوقال كناعنة إن “الحساب سيبدأ غدا مع انتهاء الحرب”، متوقعًا أن “تعود التظاهرات إلى الميادين، لكن هذه المرة للمطالبة بمحاسبة نتنياهو وإنشاء لجنة تحقيق”، معتبرا أن المحاكمة في الشارع ستكون أقسى من المحاكمة القضائية، لأنها “لا تعرف التأجيلات ولا المحامين ولا المناورات القانونية”.
وختم كناعنة بالقول إن “المحاسبة السياسية ستكون الأصعب على نتنياهو”، مشيرًا إلى أن ما ينتظره بعد الحرب “قد يكون أكثر قسوة مما واجهه خلالها”.
ما هي أكبر المخاطر التي تهدد الخطة؟
إذا تكلل تنفيذ الاتفاق بالنجاح فإن هذا سيمثل أكبر إنجاز في السياسة الخارجية حتى الآن لترامب.
وترفض حماس حتى الآن مناقشة مطلب إسرائيل بأن تتخلى الحركة عن أسلحتها. وأكد مصدر فلسطيني أن حماس ستظل ترفض ذلك ما دامت القوات الإسرائيلية تحتل الأراضي الفلسطينية.
وكشف مصدران مطلعان على المحادثات أن النقاط الخلافية تشمل آلية الانسحاب الإسرائيلي، إذ تسعى حماس لجدول زمني واضح مرتبط بالإفراج عن الرهائن وضمانات بانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية.
وفي داخل غزة، قلصت إسرائيل من عملياتها العسكرية بناء على طلب من ترامب لكنها لم توقف ضرباتها بالكامل.
وتقول الدول العربية التي تدعم الخطة إنها يجب أن تؤدي في نهاية المطاف إلى دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يقول نتنياهو إنه لن يحدث أبدا.
وتقول حماس إنها لن تتخلى عن حكم غزة إلا لحكومة تكنوقراط فلسطينية تشرف عليها السلطة الفلسطينية وتدعمها الدول العربية والإسلامية.
وترفض كذلك أي دور لبلير أو أي حكم أجنبي لغزة.