أخبار دولية

هجوم دامي على قوات باكستانية قرب الحدود الأفغانية: 11 قتيلاً في كمين إرهابي

أفادت مصادر أمنية واستخباراتية باكستانية، في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” اليوم الأربعاء، بوقوع حادثة عنف مروعة أودت بحياة 11 فرداً من قوات شبه العسكرية، جراء كمين مدبر نصبته جماعات مسلحة إسلامية متطرفة في منطقة حدودية حساسة مع أفغانستان.

وفقاً للتفاصيل الواردة من المصادر، وقع الهجوم على قافلة عسكرية تابعة للقوات شبه العسكرية الباكستانية أثناء مرورها في منطقة نائية قريبة من خط الحدود الغربي لباكستان، تحديداً في إقليم خيبر بختونخو الذي يُعد واحداً من أكثر المناطق تعرضاً للتوترات الأمنية.

استهدف المهاجمون القافلة بإطلاق نار كثيف ومتزامن من مواقع مرتفعة محيطة، مما أدى إلى مقتل تسعة جنود وضابطين اثنين على الأقل، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة الخطورة.

لم يتم الكشف عن هوية المهاجمين بشكل رسمي من قبل السلطات الباكستانية حتى الآن، لكن المصادر أشارت إلى أن الجماعة المسؤولة هي إحدى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التي تعمل من قواعد في أفغانستان المجاورة.

وفي سياق متصل، أعلنت جماعة “تحريك طالبان باكستان” (TTP)، المعروفة باسم طالبان باكستان، مسؤوليتها عن الهجوم عبر بيان نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة إياه “عملية انتقامية” ضد “القوات المحتلة” في المناطق الحدودية.

ووصفت الجماعة الهجوم بأنه “ضربة قاسية” للقوات الباكستانية، محذرة من تصعيد المزيد من العمليات إذا استمرت الضغوط الأمنية.

يأتي هذا الحادث في وقت تشهد فيه الحدود الباكستانية-الأفغانية (المعروفة بخط دوران) تصعيداً متزايداً منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في كابول عام 2021.

تتهم إسلام آباد الحكومة الأفغانية بتوفير ملاذ آمن لقادة ومقاتلي “طالبان باكستان”، مما يسمح لهم بتدريب وتنظيم هجمات عابرة للحدود.

وفي المقابل، تنفي طالبان الأفغانية هذه الاتهامات، معتبرة أن المشكلات الأمنية في باكستان أمر داخلي يجب حله دون تدخل خارجي.

وفقاً لتقارير سابقة، شهد الإقليم الحدودي عشرات الهجمات المماثلة خلال العام الماضي، أسفرت عن مقتل مئات الجنود والمدنيين، مع تركيز النشاط الإرهابي في مناطق مثل باجاور وشمال وزيرستان الجنوبية.

في الآونة الأخيرة، أطلقت باكستان عمليات عسكرية واسعة النطاق في خيبر بختونخو للقضاء على الملاذات الإرهابية، لكن السلطات تواجه تحديات كبيرة بسبب التضاريس الوعرة والدعم المزعوم من الجانب الأفغاني.

حتى الساعة، لم تصدر الحكومة الباكستانية بياناً رسمياً مفصلاً عن الحادث، لكن مصادر أمنية أكدت أن تحقيقاً داخلياً جارٍ لتحديد الظروف الدقيقة للكمين وتعزيز الإجراءات الأمنية على الحدود.

كما دعت السلطات السكان المحليين إلى التعاون في الإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، محذرة من أن المنطقة قد تشهد توترات إضافية في الأيام المقبلة.

يُعد هذا الهجوم تذكيراً مؤلماً باستمرار التهديد الإرهابي في المنطقة، حيث أدى إلى نزوح عشرات الآلاف من السكان في السنوات الأخيرة، وأثار مخاوف من تفاقم الصراع بين باكستان وأفغانستان، مما قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي ككل.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى