كارثة الانهيار الأرضي في الهند: 15 قتيلاً في حافلة مدفونة تحت الصخور

أعلن مسؤولون أمنيون وشرطيون في ولاية هيماتشال براديش الجبلية شمال الهند، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع عدد ضحايا حادث مأساوي أودى بحياة 15 شخصاً، بعد أن ضربت انهيار أرضي هائل حافلة سياحية خاصة، مما أدى إلى دفنها جزئياً تحت أطنان من الصخور والوحل.
ومع ذلك، لا يزال طفل صغير مفقوداً، بينما أصيب اثنان آخران، فيما تستمر عمليات الإنقاذ المكثفة في المنطقة الوعرة.
وفقاً لتصريحات نقلتها وكالة “أنباء آسيا الدولية”، وقع الحادث مساء الثلاثاء الماضي حوالي الساعة 6:30 مساءً، في منطقة بالوغات (بيالوغات) التابعة لتقسيم جهاندوتا في مقاطعة بيلاسبور، على بعد حوالي 100 كيلومتر شمال شرق العاصمة شيملا.
كانت الحافلة، التي تنقل نحو 28 إلى 30 راكباً على طريقها من ماروتان إلى غوماروين، تسير على طريق جبلي ضيق عندما انهار جزء كبير من الجبل المجاور فجأة، محملًا بصخور هائلة وأنقاض، مما أدى إلى سحق السيارة ودفنها تحت طبقات سميكة من التراب والحجارة.
تحدث مساعد قائد القوة الوطنية للاستجابة للكوارث، كرم سينغ، عن تفاصيل الحادث، مشيراً إلى أن الضحايا يشملون 9 رجال و4 نساء وطفلين بريئين، فيما أصيب طفلان آخرون بجروح خطيرة نقل إلى مستشفى في برثين القريبة.
وأكد سينغ أن فرق الإنقاذ، بما في ذلك الشرطة والإطفاء والقوات الوطنية، وصلت إلى الموقع فوراً واستخدمت حفارات ومعدات ثقيلة لإزالة الأنقاض، معتمدة على دعم السكان المحليين الذين هرعوا للمساعدة الأولية.
في منشور على منصة “إكس” اليوم، أعرب نائب رئيس وزراء الولاية، موكيش أغنيهوتري، عن حزنه الشديد، قائلاً: “في هذا الحادث المروع، فقد 15 شخصاً حياتهم، من بينهم 9 رجال و4 نساء وطفلان بريئان، بينما أصيب طفلان ولا يزال البحث عن طفل آخر مستمراً”.
وأضاف أنه في طريقه إلى موقع الحادث من مدينة كوللو لإشراف على العمليات، محذراً من صعوبة المهمة بسبب التضاريس الوعرة والأمطار المستمرة.
أما رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، فقد أعرب عن تعازيه في بيان رسمي، واصفاً الحادث بـ”المأساوي”، وأعلن منح تعويض مالي قدره 200 ألف روبية هندية (حوالي 2,400 دولار) لعائلات الضحايا، مع تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين.
كما غرد رئيس الوزراء الولائي، سوكهوندر سينغ سوكو، عن “الأنباء المؤلمة”، مشدداً على تعليماته للمسؤولين بتسريع الإنقاذ، ووصف الحادث بأنه “انهيار جبلي هائل أدى إلى فقدان 15 حياة وترك آخرين محاصرين تحت الأنقاض”.
أشار أحد كبار ضباط الشرطة في المنطقة، في حديث لوكالة “أنباء آسيا”، إلى أن “السبب الرئيسي هو الأمطار الغزيرة التي هطلت خلال اليومين الماضيين، والتي بلغت في بيلاسبور 12.7 ملم يوم الحادث وحدها”.
وأوضح أن هذه الأمطار الموسمية الشديدة أدت إلى عدم استقرار المنحدرات الجبلية، مما يجعل الطرق الجبلية عرضة لمثل هذه الكوارث.
يأتي هذا الحادث في سياق أزمة أوسع بسبب الطقس السيء الذي اجتاح جبال الهيمالايا هذا الأسبوع، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات وانهيارات أرضية واسعة النطاق في ولايات شمالية هندية ودول مجاورة. ففي ولاية البنغال الغربية، أودت الكوارث بحياة ما لا يقل عن 23 شخصاً حتى الاثنين الماضي، بينما سجلت نيبال المجاورة 50 وفاة على الأقل جراء فيضانات اجتاحت المنازل والطرق.
وفي هيماتشال براديش نفسها، شهدت الولاية حوادث أخرى، مثل انحراف حافلة خاصة عن الطريق في مقاطعة كانغرا، مما أسفر عن إصابة 6 أشخاص.
حتى الآن، تستمر عمليات الإنقاذ بمشاركة فرق القوة الوطنية للاستجابة للكوارث (NDRF)، مع تركيز على البحث عن الطفل المفقود وتقييم السلامة الهيكلية للطرق المحيطة. ودعت السلطات السائقين إلى تجنب الطرق الجبلية غير الآمنة، محذرة من توقعات بمزيد من الأمطار قد تفاقم الوضع.
يُعد هذا الحادث تذكيراً بضعف المناطق الجبلية أمام تغير المناخ، الذي يزيد من شدة الأمطار الموسمية، مما يهدد حياة الآلاف في المنطقة سنوياً.