
عقدت أمس بالدوحة أعمال الدورة الخامسة للجنة الوزارية القطرية – الهندية المشتركة للتعاون الاقتصادي والتجاري، برئاسة سعادة الشيخ فيصل بن ثاني بن فيصل آل ثاني وزير التجارة والصناعة، وسعادة السيد بيوش غويال وزير التجارة والصناعة في جمهورية الهند، وبمشاركة عدد من كبار المسؤولين من الجانبين.
وأكد سعادة وزير التجارة والصناعة، خلال كلمته، على عمق ومتانة العلاقات الثنائية بين دولة قطر وجمهورية الهند، مشيرا إلى أن اللجنة تمثل منصة مهمة لمناقشة مختلف القضايا الاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، ومتابعة ما تم تحقيقه من نتائج وتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار.
كما أعرب عن تطلع دولة قطر إلى توقيع المزيد من مذكرات التفاهم بما يسهم في ترسيخ الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
وأوضح سعادته أن جمهورية الهند تعد ثالث أكبر شريك تجاري لدولة قطر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 13.1 مليار دولار عام 2024، لافتا إلى أهمية دور القطاع الخاص في تطوير الشراكات الاقتصادية، وزيادة الاستثمارات المشتركة.
أقرأ أيضاً:عون في قمة الدوحة: استهداف قطر هو اغتيال لفكرة الحوار
شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر والهند نمواً وتوسعاً شمل العديد من المجالات، إذ بلغ إجمالي استثمارات قطر المباشرة في الهند نحو 10 مليارات دولار حتى عام 2024، موزعة على قطاعات متنوعة ذات أهمية استراتيجية واقتصادية، منها تزويد قطر الهند بالغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقيات طويلة الأمد، أبرزها عقد توريد 7.5 ملايين طن سنوياً لشركة “بترونت” الهندية، كما استحوذ جهاز قطر للاستثمار على حصة تقدر بـ2.7% في مجالات الطاقة الخضراء مع مجموعة “أداني” الهندية بقيمة تقارب 500 مليون دولار، كما استثمر الصندوق السيادي القطري مليار دولار في شركة “ريلاينس ريتيل” الهندية ليصبح أحد أكبر المستثمرين الأجانب في تجارة التجزئة الهندية سريعة النمو.
قال رئيس اتحاد الغرف الهندية للشرق الأوسط، أديب أحمد، إن قطر تعتبر أكبر مصدر للغاز إلى الهند، إذ بلغت صادراتها 6.9 مليارات دولار خلال عامي 2024 و2025 ما يمثل 26% من إجمالي واردات الهند من الغاز. ونوّه بالاستثمارات القطرية في الهند التي تتوزع في قطاعات، مثل العقارات والخدمات المالية، كما كشف عن وجود أكثر من 20 ألف شركة هندية صغيرة ومتوسطة تعمل في قطر في مختلف القطاعات.
وبيّن أديب خلال بحث مجلس الأعمال القطري الهندي المشترك، يوم الاثنين 6 أكتوبر 2025، فرص التعاون المتاحة بين القطاعات الاقتصادية في البلدين، وأن مجالات التعاون بين الشركات من الجانبين تشمل الطاقة والأمن الغذائي والرعاية الصحية والتكنولوجيا والبنية التحتية والأدوية وقطاعات أخرى. واستعرض مناخ الاستثمار والفرص المتاحة للتعاون بين الشركات من كلا الجانبين. كما شدد على أن مجلس الأعمال القطري الهندي يشكل منصة مثالية لتطوير التعاون بين القطاع الخاص.
إقرأ أيضاً:الهند ترحب بخطة ترامب لإنهاء حرب غزة
من جهته قال النائب الثاني لرئيس غرفة تجارة وصناعة قطر، ورئيس الجانب القطري في المجلس، راشد بن حمد العذبة، في كلمته الافتتاحية، إن العلاقات القطرية الهندية شهدت نمواً ملحوظاً، واعتبر الهند شريكاً تجارياً استراتيجياً لقطر، موضحاً أن حجم التبادل التجاري بين بلاده والهند بلغ في العام الماضي نحو 48 مليار ريال (13.1 مليار دولار). وأشار إلى وجود استثمارات متبادلة تغطي العديد من القطاعات الحيوية، بالإضافة إلى مجموعة من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين في مختلف المجالات.
كما أوضح أن الفرص الاستثمارية بين البلدين واسعة ومتنوعة، لافتاً إلى أن الهند تُعتبر من أكبر الاقتصادات نمواً في العالم، وتزخر بفرص كبيرة في قطاعات البنية التحتية، والتكنولوجيا المتقدمة، والطاقة المتجددة، والصناعات التحويلية، والزراعة. ولفت إلى أن قطر توفر بيئة استثمارية جاذبة، بفضل بنيتها التحتية المتطورة، وتشريعاتها الاقتصادية الحديثة، وموقعها الاستراتيجي بوابة للأسواق الإقليمية، مشدداً على الدور الحيوي للمجلس بوصفه منصة فاعلة لتعزيز التعاون بين القطاع الخاص، وبحث إقامة شراكات ومشاريع مشتركة تخدم المصالح المتبادلة، وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون التجاري والاستثماري. وأكد العذبة حرص غرفة قطر على دعم مبادرات رجال الأعمال القطريين والهنديين، وتذليل أي عقبات قد تعترض سبيل التعاون بينهما، بما يساهم في تعزيز المصالح الاقتصادية المتبادلة، ويدفع بمسيرة العلاقات الثنائية إلى مستويات أرحب.
وأشاد عضو مجلس إدارة غرفة قطر، ناصر بن سليمان آل حيدر، بالتعاون الوثيق بين البلدين في المجالات التجارية، داعياً إلى أهمية تسهيل تدفق صادرات الذهب والمجوهرات الهندية إلى السوق القطري بشكل أكثر سلاسة وسهولة. بينما نبه عضو مجلس إدارة غرفة قطر، محمد بن أحمد العبيدلي، إلى أن الشركات القطرية تبحث عن شركاء حقيقيين وعن شراكات جادة مع الشركات الهندية، خصوصاً في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.