حذرت وزارة الري السودانية، يوم الجمعة 4 أكتوبر 2025، من استمرار ارتفاع مناسيب نهر النيل في المنطقة الممتدة من العاصمة الخرطوم إلى كجبار، داعية السكان المقيمين على ضفاف النهر إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية حياتهم وممتلكاتهم.
وأوضح بيان الوزارة أن محطات الرصد والقياس في الخرطوم وشندي وجبل أولياء على النيل الأبيض، سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في مناسيب الفيضان، شمل أيضاً ولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض. وفي المقابل، لوحظ انخفاض منسوب النيل الأزرق من منطقة الروصيرص وصولاً إلى الخرطوم.
وخلال اليومين الماضيين، شهدت مناطق واسعة بالسودان موجات فيضانات ناجمة عن ارتفاع مناسيب النيل ورافديه، النيل الأبيض القادم من بحيرة فيكتوريا، والنيل الأزرق القادم من الهضبة الإثيوبية. وأظهرت الإحصاءات الحكومية أن نحو 24 ألفاً و992 أسرة، أي ما يعادل 125 ألفاً و56 شخصاً، تضررت منذ بداية موسم الأمطار حتى 25 سبتمبر الماضي.
وتأتي هذه الفيضانات وسط جدل متصاعد حول تأثير سد النهضة الإثيوبي على مستويات المياه، في ظل خلافات مستمرة بين السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى، حول ملء وتشغيل السد الذي بدأ بناؤه عام 2011.
وترى الخرطوم والقاهرة ضرورة التوصل إلى اتفاق ثلاثي قانوني ملزم بشأن إدارة السد، بينما تعتبر إثيوبيا أن الاتفاق غير ضروري، مؤكدة عدم نيتها الإضرار بمصالح أي دولة أخرى، وهو ما أدى إلى تجميد المفاوضات لعدة سنوات قبل استئنافها في 2023 ثم توقفها مرة أخرى في 2024.
وقالت وزارة الري السودانية إن الفيضانات السنوية تأتي عادة خلال فصل الخريف الممتد من يونيو حتى أكتوبر، وتتسبب سنوياً في أضرار واسعة تشمل الأراضي الزراعية والقرى الواقعة على ضفاف النهر.
وفي المقابل، اتهمت مصر إثيوبيا بالتصرف بشكل “متهور وغير مسؤول” في إدارة فيضان النيل، معتبرة أن هذه الممارسات ألحقت أضراراً بالسودان وتهدد الأراضي والأرواح المصرية، مؤكدة أن الزيادة المفاجئة في كميات المياه تسببت في غمر مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية والقرى السودانية، ما يعكس بحسب القاهرة استغلالاً سياسياً للمياه على حساب الأمن الإقليمي.
