الأمم المتحدة: “المنطقة الآمنة” في جنوب غزة مجرد مهزلة

في أحدث موقف دولي صادم، وصفت الأمم المتحدة اليوم الجمعة الحديث عن “منطقة آمنة” في جنوب غزة بأنه مهزلة خطيرة، مؤكدة أنه لا وجود لمكان آمن يلجأ إليه الفلسطينيون، في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.
اقرأ أيضًأ: سفينة «ميكينو» تقترب من شواطئ غزة لأول مرة منذ أكثر من عقدين
الأمم المتحدة: لا مكان آمن في غزة
أكدت المنظمة الدولية أن المناطق التي حددتها إسرائيل في الجنوب ليست سوى “أماكن للموت”، إذ تتعرض هي الأخرى للقصف الجوي المتواصل.
المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر، قال من غزة عبر مؤتمر صحفي في جنيف:
“فكرة المنطقة الآمنة مهزلة… القنابل تسقط باستمرار، والمدارس التي حددت كملاجئ مؤقتة تحولت إلى ركام، والخيام تُحرقها الغارات الجوية”.
وضع مأساوي للأمهات والرضع
إلدر وصف مشاهد صادمة داخل مجمع ناصر الطبي في جنوب القطاع، حيث الأمهات الجدد وأطفالهن حديثو الولادة يرقدون على الأرض بسبب الاكتظاظ، فيما يتقاسم ثلاثة أطفال خدج أنبوب أكسجين واحد.
وأضاف: “لم يكن وضع الأمهات وحديثي الولادة في غزة أسوأ مما هو عليه الآن”.
اقرأ أيضًا: «أسطول الصمود» يصل غزة وسط اعتراض إسرائيلي وترحيل جماعي للناشطين
المستشفيات على شفا الانهيار
من جهته، أكد ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، أنه لم يشاهد مستشفى ناصر مكتظاً بهذا الشكل من قبل.
ومع نزوح المرضى من مدينة غزة – قلب الهجوم العسكري الإسرائيلي – تضاعفت أعداد المصابين في المستشفيات القليلة العاملة.
ووفقاً لبيانات الصحة العالمية، لم يتبق في غزة سوى 14 مستشفى تعمل جزئياً من أصل 36، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي تنفيذ أوسع هجماته منذ اندلاع الحرب.
اقرأ أيضًا: أسطول الصمود يواجه الحصار الإسرائيلي… لن يقترب من سواحل غزة
مليون فلسطيني في مواجهة المجهول
إسرائيل كانت قد طلبت من سكان مدينة غزة – وعددهم نحو مليون نسمة – النزوح جنوباً، في إطار ما تصفه بمحاولة “اجتثاث مقاتلي حماس”.
لكن الواقع على الأرض، وفق تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، يؤكد أن الجنوب ليس أكثر أماناً من الشمال، بل تحول إلى مسرح جديد للموت والمعاناة.