منوعات

العالم يحتفل باليوم العالمي للترجمة..وتأثير الذكاء الاصطناعي علي الترجمة

منذ عام 1991، تتجه أنظار العالم في الثلاثين من سبتمبر نحو المترجمين، أولئك الجنود المجهولين خلف النصوص العابرة للحدود والثقافات، وذلك احتفاءً بما يُعرف بـ اليوم العالمي للترجمة الذي اختير توقيته لتكريم ذكرى وفاة القديس جيروم، أحد أبرز المترجمين في التاريخ، الذي تُنسب إليه أول ترجمة شاملة للكتاب المقدس إلى اللغة اللاتينية، واضعًا بذلك حجر الأساس لفهم النصوص الدينية بين ثقافاتٍ متعددة.

الإحتفال باليوم العالمي للترجمة

لذلك يحتفل العالم اليوم بـ اليوم العالمى للترجمة، وهو احتفاء يتجاوز مجرد مهنة تقليدية ليعكس دورًا محوريًا فى بناء الجسور الثقافية بين الشعوب والحضارات، وفى زمن الانفتاح الثقافى الهائل والقنوات المعرفية المفتوحة، لم يعد الوصول إلى النصوص الأدبية مقيدًا بالحدود الجغرافية أو اللغوية كما كان فى الماضى.

فمع تحوّل الكتب إلى صيغ رقمية متنوعة، من الكتب الإلكترونية إلى الكتب الصوتية، ومع وفرة المنصات العالمية التي تتيح الوصول إلى آلاف النصوص بضغطة زر، باتت مهمة المترجم أكثر انفتاحًا وثراءً، فقد صار بإمكان المترجمين في أي مكان من العالم الاطلاع على أحدث الأعمال الأدبية فور صدورها، ما ألغى كثيرًا من العقبات التقليدية التي كانت تفصل بين النصوص ومترجميها.

وفي العقود الماضية انحصرت حركة الترجمة العربية إلى حدّ كبير في أعمال كبار الأدباء والكتاب الذين شكّلوا ملامح الثقافة العربية الحديثة، مثل نجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم وغيرهم من الأسماء البارزة. وكان حضور الأدب العربي في اللغات الأخرى مرتبطًا غالبًا بهذه القامات التي صنعت شهرة عالمية بفضل ترجمة أعمالها إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات أوروبية أخرى.

ندوات دولية ومخاوف من هيمنة الآلة

أما على الساحة الدولية، فتتنوع الفعاليات في هذا اليوم بين ورش العمل، الندوات، والمعارض، ومن الأمثلة الحديثة، ما نظمه «معهد اللغويين المجازين» في المملكة المتحدة من ندوة افتراضية شارك فيها نحو 300 مترجم من مختلف أنحاء العالم، لكن اللافت في الندوة كان الاستطلاع الذي أُجري بين المشاركين، حيث عبّر البعض عن حماسه لاستخدام أدوات الترجمة الذكية لرفع الكفاءة والإنتاجية، بينما أبدى آخرون قلقهم المتزايد بشأن مستقبل مهنتهم في ظل موجات التحول الرقمي السريع.

أزمة المترجمين في وجود الذكاء الاصطناعي 

وكان لافتًا أيضًا أن العديد من المترجمين المستقلين أشاروا إلى تراجع الأجور وتنامي الضغوط من العملاء، الذين باتوا يقترحون إدماج أدوات الذكاء الاصطناعي لتقليل التكاليف، ما يضع المترجمين أمام تحديات غير مسبوقة.

إقرأ أيضًا: تطور الذكاء الاصطناعي بشكل مرعب.. وتنبئه بأمراضنا قبل حدوثها

الذكاء الاصطناعي مفيد.. لكنه لا يكتب بإحساس

يعكس هذا التباين في المواقف توترًا بين ما تتيحه التكنولوجيا من فرص، وما تفرضه من تحديات على المترجمين البشريين، وبينما يُسلط الضوء اليوم على جدل الآلة مقابل الإنسان.

من جانب اخر أكد مصطفى عوض، مدير دار فكر للنشر والتوزيع، على أن الحس الإبداعي والثقافي للمترجم البشري لا يزال حجر الأساس في أي عمل ترجمي جاد.

وقال في حديثه لـ جريدة «المصري اليوم»، الثلاثاء، إن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في عملية الترجمة، لكنه يظل عاجزًا عن فهم الإحساس اللغوي وروح النص، خاصة في الأعمال الأدبية كالرواية والشعر.

هل يمكن أن نترك ترجمة عملا كاملا للذكاء الاصطناعي؟، أوضح «عوض» أن الكلمة الواحدة قد تحمل عشرات المعاني، ما يتطلب وعيًا ثقافيًا لا يمكن برمجته، كما أضاف: «مثلما لا نقبل أن يكتب الذكاء الاصطناعي لنا رواية، لا يمكننا أن نقبل أن يترجم لنا عملًا أدبيًا كاملًا».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى