أخبار عربية

حقائق تكشف سبب غرق السودان في الفيضانات بسبب سد النهضة وتأثيره على النيل

وسط أجواء من القلق الشديد، يعيش السودان لحظات حرجة غير مسبوقة، مع ارتفاع قياسي لمناسيب نهر النيل، الأمر الذي دفع وزارة الري السودانية لإطلاق “الإنذار الأحمر” على طول الشريط النيلي تحسباً لفيضانات محتملة قد تجرف المنازل، والأراضي الزراعية، وتهدد حياة آلاف الأسر.

ومع كل ساعة تمر، يزداد الضغط على السدود، والطرق، والمناطق المأهولة، بينما يسابق السكان على ضفتي النهر، الزمن لنقل مواشيهم ومحاصيلهم إلى مناطق مرتفعة، في مشهد يعكس حجم التحديات المائية التي يفرضها فيضان النيل على السودان. فيما يحذر خبراء الموارد المائية من أن استمرار تصريف سد النهضة الإثيوبي فوق المعدل الطبيعي قد يضاعف حجم الكارثة.

كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عن خطورة فيضانات السودان، مؤكدًا أن بدء الفيضان في السودان حاليا يكشف كذب ادعاءات إثيوبيا لخداع السودان بأن السد الإثيوبي سيمنع الفيضانات عن السودان، والواقع كشف كذب هذا الأمر لأن الفيضانات في غير موعدها، ومن صنع البشر، أي من صنع إثيوبيا، وهى أخطر من الفيضان الطبيعي، الذي يأتي على فترات طويلة يمكن استيعابها بعكس الفيضانات بعد السد خلال سبتمبر وأكتوبر.
وقال نور الدين خلال منشور عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عن فيضانات السودان بسبب سد النهضة: «سد النهضة مع نهاية سبتمبر.. إن إثيوبيا أخطأت بملء البحيرة بكامل سعتها قبل الانتهاء من تركيب جميع التوربينات الثلاثة عشر، حيث تم تركيب ٨ توربينات، تعمل منها خمسة فقط، وبغير انتظام».

إقرأ أيضًا: الرئيس المصري والإماراتي يرحبان بمبادرة ترامب لوقف حرب غزة

وأشار إلى أن محطة الكهرباء وأعمدة الضغط العالي لنقل الكهرباء مازالت لم ينته إنشاؤها، وبالتالي كان يكفيها تخزين من 50- 55 مليارا فقط على قدر ما يعمل من التوربينات حاليا وليس 75 مليارا، وبالتالي وجب تصريف قدر كبير من المياه من البحيرة.

ولفت إلى أن من يدعي أن من أهم أضرار السد الإثيوبي أنه حجز 75 مليار متر مكعب من المياه كانت قادمة إلى مصر، «طيب كنا حنعمل بيها إيه وبحيرة السد العالي في كامل سعتها المائية نظرا للفيضان العالي خلال السنوات الخمس للتخزين؟!».

وتابع: «وجودها هناك علميا أفيد لمصر لأنها مخزون لنا حاليا على أراضيهم، وعندما يبدأون في توليد الكهرباء بكامل قدرتها من 13 توربينا ستسحب التوربينات المياه من بحيرتهم لتضخها إلى مصر والسودان»
وأضاف «شراقي»، عبر حسابه على فيسبوك، أن منسوب النيل الأزرق والنيل الرئيسي عند الخرطوم يواصل ارتفاعه حتى وصل 17.23م، مرتفعا عن أمس بمقدار 11 سم، وعن مستوى الفيضان 73 سم، مشيرًا إلى أن الرقم القياسى المسجل هو 17.66 متر في 6 سبتمبر 2020.

وأوضح أنه يرتفع في نفس الوقت النيل الأبيض طبيعيا نتيجة الأمطار الإثيوبية على نهر السوباط الذي يلتقى من بحر الجبل في جنوب السودان مكونا النيل الأبيض مسهما بحوالى 15% من إيراد النيل، أما النيل الأزرق فيسهم بنحو 60%.

وأشار إلى أنه من المتوقع انخفاض التفريغ من سد النهضة خلال أيام قليلة بوصول منسوب البحيرة إلى مستوى التخزين الطبيعى عند 638 م، تاركا مترين للطوارئ، ثم يتم تصريف مقدار الإيراد اليومى فقط.

ولفت إلى أنه يعاد النظر في شأن التوربينات، فإذا كان من الممكن أن تبدأ العمل قريبا فسوف يتم تصريف الإيراد السنوى من خلالها، وفي حالة استمرار تعثرها فلابد من فتح عدد من بوابات المفيض بقدر الإيراد اليومى، الذي ينخفض مع نهاية الموسم إلى 200 مليون م3 نهاية أكتوبر القادم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى