أخبار عربية

أسطول الصمود العالمي يقترب من غزة: 570 كيلومترًا فقط تفصله عن كسر الحصار الإسرائيلي

في خطوة تضامنية دولية تاريخية، يواصل أسطول الصمود العالمي إبحاره نحو قطاع غزة المحاصر، حيث أعلن منظموه أنهم يفصلهم الآن نحو 570 كيلومترًا فقط عن الشواطئ الفلسطينية، مع رفع شعار “لن نترك غزة وحدها” قبالة السواحل المصرية.

هذا التقدم يأتي بعد رحلة شاقة امتدت لأسابيع، تجاوزت فيها السفن تحديات الطقس والتهديدات، ليصبح الأسطول أكبر حملة بحرية من نوعها منذ سنوات.

 خلفية المبادرة وأهدافها الرئيسية

أسطول الصمود العالمي، المعروف اختصارًا بـ”GSF”، هو مبادرة مدنية دولية أطلقت في منتصف عام 2025، بقيادة نشطاء ومنظمات من المجتمع المدني حول العالم، بهدف تحدي الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة منذ أكثر من 18 عامًا.

يُعد هذا الأسطول الثامن والثلاثين في سلسلة محاولات بحرية لإيصال المساعدات، لكنه يتميز بمشاركة غير مسبوقة تضم أكثر من 500 ناشط من 44 دولة، وعددًا يصل إلى 70 سفينة في أكبر تحرك بحري تضامني تاريخيًا.

الهدف الأساسي هو نقل مساعدات إنسانية رمزية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمعدات الطبية، لتخفيف معاناة أكثر من 2.4 مليون فلسطيني يعانون من سياسات التجويع والإبادة التي أودت بحياة أكثر من 63 ألف شخص وأصابت 159 ألف آخرين، وفقًا لتقارير وزارة الصحة في غزة.

كما يسعى الأسطول إلى تسليط الضوء على الجرائم الإسرائيلية المستمرة، ودعوة المجتمع الدولي إلى فرض ممر بحري آمن يكسر الحصار، مع التركيز على أن “العالم الحر يجب أن يفرض زخمًا لا يستطيع الاحتلال مواجهته”.

يجمع الأسطول بين تحالفات متنوعة، مثل اتحاد أسطول الحرية (التي تأسست عام 2010)، وحركة غزة العالمية، وقافلة الصمود المغاربية، ومبادرة صمود نوسانتارا من جنوب شرق آسيا.

ومن بين الشخصيات البارزة المشاركة: الناشطة البيئية السويدية غريتا ثونبرغ، والسياسية البرتغالية ماريانا مورتغوا، إلى جانب آلاف المتطوعين من تركيا، إيرلندا، إندونيسيا، فنلندا، باكستان، إيطاليا، وغيرها.

 مسار الرحلة والتحديات المواجهة

بدأت الرحلة في نهاية أغسطس 2025 من موانئ إسبانيا، مثل برشلونة، حيث غادرت نحو 20 سفينة وسط هتافات آلاف المؤيدين. سرعان ما انضمت إليها سفن من إيطاليا (حوالي 44 سفينة من صقلية)، وتونس (بعد تأجيل بسبب سوء الأحوال الجوية)، واليونان (ست سفن إضافية)، ليصل إجمالي السفن إلى نحو 49 حاليًا.

كما أعلن عن انطلاق سفن من مصر بعد منح تصريح حكومي، ومن ليبيا مثل السفينة “عمر المختار”.

الرحلة غطت مسافة تزيد عن 1200 كيلومتر بحري، واستغرقت أكثر من 20 يومًا حتى الآن، مع توقفات للصيانة والانضمام.

في الأيام الأخيرة، مر الأسطول قبالة سواحل كريت اليونانية، حيث سُجل تقدم يوميًا، من 995 كم إلى 800 كم، ثم 692 كم، وأخيرًا 570 كم قبالة مرسى مطروح المصرية.

يُتوقع الوصول إلى غزة خلال يومين إلى ثلاثة أيام، مع دخول “المناطق عالية المخاطر” قريبًا.

لم تخلُ الرحلة من عقبات: عطل فني أدى إلى إنزال 10 إيطاليين من سفينة “فاميلي” قبالة كريت، وهجوم مشتبه به بطائرة مسيرة قرب سواحل تونس (نفتها السلطات التونسية ووصفته بعرضي)، وطلعات متكررة لطائرات مسيرة إسرائيلية فوق السفن.

كما حذرت حكومات بعض المشاركين من “هجوم إسرائيلي متوقع”، وأرسلت إسبانيا وإيطاليا سفن إنقاذ إلى المنطقة. رغم ذلك، أكد النشطاء تمسكهم باللاعنف والاستمرار، قائلين: “نحن نقترب يوميًا، والعدالة والحرية والحياة هي ما يدفعنا”.

 الردود الدولية والإسرائيلية

حظي الأسطول بدعم شعبي واسع، مع وقفات تضامنية في ميلانو ومظاهرات في المغرب ومصر، ودعوات لقطع العلاقات مع إسرائيل.

أما إسرائيل، فقد وصفت الأسطول بـ”أسطول حماس”، ورفضت اقتراحها بتسليم المساعدات عبر ميناء عسقلان، مهددة بمنعه بالقوة، مستذكرة حوادث سابقة مثل اعتراض “مافي مرمرة” عام 2010.

ومع ذلك، التزمت الصمت رسميًا مؤخرًا، بينما يُشاع أن سفنًا عسكرية إسرائيلية تستعد للاعتراض على بعد 180 كم من غزة.

في بيانها الأخير، دعت منظمة الأسطول كل دولة ومؤسسة إلى “فرض ممر بحري يضمن الوصول الآمن”، مؤكدة أن “غزة ليست وحدها”، وأن هذه الرحلة تمثل “احتجاجًا عالميًا على الإبادة والتجويع”. يبقى العالم يراقب، فالوصول إلى غزة قد يغير ديناميكية الحصار إلى الأبد.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى