تقارير

واشنطن بوست: خطة ترامب للسلام في غزة تفتح الباب أمام إمكانية إقامة دولة فلسطينية

ألقت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على تفاصيل خطة السلام التي طرحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، مشيرة إلى أن الخطة – رغم الجدل المثار حولها – تترك الباب مفتوحًا أمام احتمال إقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، إذا ما التزمت الأطراف المعنية بخارطة الطريق المطروحة.

تفاصيل خطة ترامب في غزة

تتكون خطة ترامب من 21 بندًا رئيسيًا، تبدأ بوقف إطلاق النار الفوري والشامل، يتبعه إطلاق سراح جميع الرهائن والأسرى من الجانبين خلال 48 ساعة.

كما تتضمن الخطة وقف الهجمات المتبادلة، وتدمير كامل لترسانة الأسلحة الثقيلة لدى حركة حماس، مقابل منح عفو للمقاتلين الذين يوافقون على التخلي عن العمل العسكري.

ووفقًا للتقرير، تنص المبادرة أيضًا على انسحاب تدريجي للمسلحين من قطاع غزة، مع ضمان حرية التنقل للسكان وفتح المعابر التجارية. كما تركز الخطة على إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة من خلال برامج دولية، وتوفير مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء والدواء والمياه والكهرباء.

الإدارة الفلسطينية ودور السلطة

تشير الخطة إلى انتقال تدريجي لإدارة قطاع غزة إلى السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا، على أن يتم ذلك عبر مراحل متفق عليها تحت إشراف دولي وأمريكي مباشر.

وتهدف هذه الخطوة إلى توحيد القرار الفلسطيني وإعادة بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، بما يعزز من فرص قيام دولة مستقلة على حدود عام 1967.

البعد السياسي للخطة

تؤكد واشنطن بوست أن جوهر المبادرة يتمثل في تمهيد الطريق نحو مفاوضات أوسع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وصولًا إلى حل الدولتين.

إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن العقبة الرئيسية تكمن في الموقف الإسرائيلي، الذي يرفض الاعتراف الكامل بدولة فلسطينية ذات سيادة.

وأوضحت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية السابقة كانت تراهن على إقناع تل أبيب بقبول حل مرحلي، يبدأ بوقف الحرب وإعادة الإعمار، ثم يتطور لاحقًا إلى مفاوضات مباشرة حول قضايا الوضع النهائي مثل القدس، الحدود، واللاجئين.

تعقيب وتحليل

تقول الصحيفة إن أي نجاح لخطة ترامب يتوقف على مدى التزام إسرائيل بوقف التصعيد العسكري، واستعداد الفصائل الفلسطينية للانخراط في عملية سياسية طويلة المدى.

كما أن المجتمع الدولي سيكون أمام اختبار حقيقي في ضمان توفير التمويل اللازم لإعادة إعمار غزة، بما يمنح الفلسطينيين أملًا في مستقبل مستقر وآمن.

وتخلص واشنطن بوست إلى أن الخطة الأمريكية تحمل في طياتها تناقضات واضحة، فهي من ناحية تطرح تسوية سياسية قد تفتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية، ومن ناحية أخرى تعتمد بشكل كبير على التزام إسرائيلي غير مضمون.

ومع ذلك، ترى الصحيفة أن الخطة – رغم كل الانتقادات – تعكس إدراكًا متزايدًا بأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يمكن أن يستمر بلا أفق سياسي واضح.

Mariam Hassan

مريم حسن كاتبة وصحفية متخصصة في الشأن الهندي ـ الباكستاني و جنوب شرق آسيا خبرة سنتين في مجال العمل الصحفي والإعلامي. أماكن العمل : داي نيوز الإخباري. أعمل على ترجمة وتحرير الأخبار والتقارير الصحفية المتنوعة. تحليل و دراسة التحولات السياسية والتهديدات الأمنية في آسيا وانعكاساتها على الأمن القومي المصري والعربي. متابعة التطورات الاقتصادية والتكنولوجية، وتحليل سياسات القوى الإقليمية وأنماط التحالفات بين جنوب آسيا والشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى