شهدت مدينة الأقصر واقعة طبية نادرة أثارت استغراب الأطباء ووسائل الإعلام، بعد اكتشاف نملة صغيرة داخل عين سيدة ظلت تعاني لثلاثة أيام متواصلة من آلام واحمرار ظنت في البداية أنها مجرد التهابات عادية.
بحسب ما أوضحه الدكتور معاذ عطيتو، طبيب العيون المشرف على الحالة، فإن المريضة لجأت إلى استخدام قطرات شائعة من الصيدلية، لكن الأعراض استمرت ولم تتحسن. عند إجراء الفحص الدقيق تحت المجهر، تبيّن وجود نملة متشبثة بغشاء الملتحمة الذي يغطي سطح العين.
وأكد الطبيب أن النملة لم تكن ظاهرة على سطح العين، بل غرزت أرجلها وجزءًا من جسمها في الغشاء الرقيق، مسببة تهيجًا مستمرًا بسبب إفرازاتها التي تفاعلت مع الأنسجة الحساسة للعين.
وعند محاولة إزالتها، لوحظ أنها بدأت في التفكك والتحلل، ما يشير إلى أنها ماتت منذ اليوم الأول لدخولها العين، بينما استمرت بقاياها في إثارة الالتهاب.
الأعراض التي أثارت الشك
الحالة سلطت الضوء على ضرورة الانتباه لأي علامات غير طبيعية تصيب العين، ومنها:
* ألم متواصل لا يزول بالقطرات أو العلاجات المنزلية.
* احمرار وتورم مستمر في الجفن أو الملتحمة.
* شعور بوجود جسم غريب داخل العين حتى لو لم يكن مرئيًا.
* إفرازات غير طبيعية أو رائحة غريبة تدل على وجود جسم أو عدوى داخل العين.
كيفية التعامل الطبي
أوضح الطبيب أن التدخل الفوري تحت المجهر كان ضروريًا لتثبيت العين واستخدام أدوات دقيقة لإزالة النملة دون إحداث ضرر بالملتحمة أو القرنية، مشددًا على أن التأخر في مراجعة الطبيب قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
دروس مستفادة ونصائح وقائية
الحادثة أعادت التذكير بأهمية العناية بالعين من خلال:
* إجراء فحوص دورية حتى في غياب الأعراض.
* تجنب لمس العينين بالأيدي غير النظيفة.
* استشارة الطبيب قبل استخدام أي قطرات أو أدوية.
* حماية العين بالنظارات الواقية في الأماكن المفتوحة أو المعرضة للغبار والحشرات.
* الاهتمام بالتغذية السليمة وتقليل إجهاد النظر الناتج عن الشاشات.
هذه الواقعة الفريدة لم تكن مجرد حادثة غريبة، بل رسالة واضحة تؤكد حساسية العين وخطورة تجاهل الأعراض المستمرة، وأهمية التدخل الطبي السريع لحماية واحدة من أثمن نعم الإنسان.
