عصير الشمندر قد يساهم في خفض ضغط الدم لدى كبار السن خلال أسبوعين

كشفت دراسة حديثة، نُشرت في دورية علم الأحياء الجذري الحر والطب، عن أن تناول عصير الشمندر بانتظام يمكن أن يساعد كبار السن في خفض ضغط الدم خلال فترة قصيرة لا تتجاوز أسبوعين.
ويرجع ذلك – بحسب الباحثين – إلى تأثير العصير في تعديل تركيبة البكتيريا داخل الفم، ما يعزز إنتاج مركبات طبيعية مفيدة لصحة الأوعية الدموية.
تفاصيل التجربة
أوضحت د. بادما شينوي، طبيبة القلب وأخصائية التغذية في مؤسسة مانهاتن كارديولوجي، أن التجربة أُجريت على ثلاث مراحل، استمرت كل منها أسبوعين، مع فاصل زمني مدته أسبوعان بين المراحل.
وطُلب من المشاركين يوميًا شرب عصير شمندر غني بالنترات مرتين، أو تناول مشروب وهمي لا يحتوي على العناصر الفعالة، أو المضمضة بغسول للفم لمدة نصف دقيقة. وفي اليوم الأخير خضع المشاركون لجرعة إضافية بهدف التحليل.
الدراسة استبعدت المصابين بأمراض القلب أو الكلى أو الرئة، إضافة إلى من لديهم التهابات فموية نشطة، والمدخنين، والمصابين بارتفاع ضغط دم متقدم، أو من تناولوا مضادات حيوية خلال الأشهر الثلاثة السابقة.
النتائج
أظهرت النتائج أن كبار السن الذين تناولوا عصير الشمندر سجّلوا انخفاضًا ملحوظًا في ضغط الدم، بينما لم يظهر التأثير نفسه لدى المشاركين الأصغر سنًا.
وأوضح الباحثون أن السبب يعود إلى زيادة نشاط أنواع معينة من البكتيريا الفموية، مثل *النيسرية* و*الروثيا*، القادرة على تحويل النترات الغذائية إلى أكسيد النيتريك، وهو مركب يساهم في ارتخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم.
في المقابل، لوحظ انخفاض في بكتيريا *بريفوتيلا*، ما يشير إلى أن التوازن البكتيري يلعب دورًا رئيسيًا في استفادة الجسم من النترات.
أهمية النترات الغذائية
النترات توجد طبيعيًا في الخضراوات الورقية والشمندر، إضافة إلى بعض اللحوم المحفوظة. وبفضل البكتيريا الفموية تتحول هذه النترات إلى أكسيد النيتريك الذي يُعتبر عنصرًا مهمًا لصحة القلب. وتشير د. شينوي إلى أن هذه المادة تدخل أيضًا في تركيب بعض أدوية علاج ضغط الدم.
من جانبها، أكدت إليزابيث أدريان، أخصائية التغذية ومديرة قسم التغذية في “ساكارا لايف”، أن الأنظمة الغذائية الغنية بالخضراوات، خاصة الورقية والشمندر، تعزز صحة الأوعية الدموية وتدعم وظائف القلب.
توصيات الباحثين
وشددت د. شينوي على أن عصير الشمندر ليس علاجًا بديلاً لارتفاع ضغط الدم، بل جزء من نمط حياة صحي يشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا، تقليل استهلاك الصوديوم، وممارسة النشاط البدني بانتظام. كما أوضحت أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث قبل اعتماده بشكل رسمي كوسيلة علاجية.