تحولات في موقف ترامب قد تعيد تشكيل مستقبل الصراع الأوكراني

شهدت الساحة الدولية تطورًا لافتًا في المواقف الأمريكية تجاه الحرب الروسية – الأوكرانية، بعد أن كشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أبدى استعداده لدعم أوكرانيا بخطوات قد تجبر موسكو على الدخول في مفاوضات سلام.
ووفقًا لما نشره موقع أكسيوس، فإن زيلينسكي طلب من ترامب المساعدة في تزويد بلاده بـ”السلام”، في إشارة إلى استخدام أدوات ضغط عسكرية وسياسية تدفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة حساباته.
صواريخ “توماهوك” تدخل المعادلة
رغم أن ترامب لم يذكر اسم سلاح محدد، فإن مسؤولًا أوكرانيًا أوضح أن الحديث كان يدور حول صواريخ توماهوك الأمريكية، المعروفة بقدرتها على الطيران لمسافة تصل إلى 1000 ميل، أي أبعد بكثير من صواريخ “أتامز” قصيرة المدى التي حصلت عليها أوكرانيا سابقًا ويبلغ مداها 190 ميلاً فقط.
هذه الإشارة، بحسب المراقبين، قد تعني أن ترامب يدرك أن إدخال أسلحة بعيدة المدى وذات قدرة تدميرية عالية، مثل توماهوك، قد يغيّر قواعد اللعبة العسكرية ويفرض على روسيا خيارات صعبة.
موقف أكثر صرامة من زيلينسكي
أوضح زيلينسكي أن ترامب شدّد على ضرورة أن يكون رد كييف مكافئًا لأي هجوم روسي. فإذا استهدفت موسكو البنية التحتية الأوكرانية، فإن على أوكرانيا الرد باستهداف منشآت البنية التحتية الروسية. هذا الطرح، إن صح، يعكس تحوّلًا مهمًا في خطاب ترامب، الذي كان في السابق يشكك بقدرة أوكرانيا على استعادة أراضيها ويظهر ميلاً للضغط نحو تسوية سريعة.
دلالات التحول في خطاب ترامب
على مدى العامين الماضيين، عُرف ترامب بانتقاداته للدعم الأمريكي الواسع لكييف، واعتبر أن واشنطن تتحمل تكاليف غير ضرورية في حرب “لا تخصها مباشرة”. لكن حديثه الأخير يعكس تحولًا استراتيجيًا نحو الاعتراف بأن الدعم العسكري الغربي، وخاصة الأمريكي، عنصر أساسي في صمود أوكرانيا بوجه الهجمات الروسية.
كما أن هذا التوجه قد يُقرأ بوصفه ورقة انتخابية، إذ يسعى ترامب لتقديم نفسه كقائد قادر على إدارة الصراع العالمي من موقع القوة، دون أن يظهر بمظهر المتساهل مع روسيا، خصوصًا مع تصاعد الضغوط الأوروبية للمزيد من الحزم تجاه الكرملين.
انعكاسات محتملة على مسار الحرب
إذا تبنّى ترامب بالفعل استراتيجية أكثر مرونة في تسليح أوكرانيا، فإن ذلك قد يفتح الباب أمام تحولات كبرى في ميزان القوى. إدخال صواريخ بعيدة المدى سيجعل الأراضي الروسية الحيوية عرضة للهجمات، ما قد يدفع موسكو إما إلى التصعيد المباشر أو الدخول في مفاوضات أكثر جدية.
ويرى محللون أن هذه الرسائل، حتى وإن لم تُترجم فورًا إلى خطوات عملية، قد تُستخدم كورقة ضغط سياسية على روسيا لوقف هجماتها المتواصلة، خاصة على البنى التحتية الحيوية التي تترك أوكرانيا في عتمة وشتاء قاسٍ.
إقرأ أيضًا: رئيس أوكرانيا: مستعد للتنحي بعد انتهاء الحرب مع روسيا
خلاصة: هل نحن أمام عقيدة ترامب الجديدة؟
التحول الأخير في خطاب ترامب، من التشكيك بقدرة كييف إلى الحديث عن دعمها بصواريخ استراتيجية، يعكس مقاربة مختلفة عن مواقفه السابقة. السؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل نحن أمام بداية “عقيدة ترامب الجديدة” في التعامل مع الحرب الروسية الأوكرانية؟ أم أن الأمر مجرد مناورة انتخابية هدفها إرضاء الداخل الأمريكي والضغط على روسيا في آن واحد؟
في كل الأحوال، يبقى هذا التغير في النبرة مؤشرًا مهمًا على أن مسار الحرب قد يشهد مفاجآت في المرحلة المقبلة، سواء على طاولة المفاوضات أو في ميادين القتال.