الرئيس الكولومبي يدعو إلى تشكيل قوة عسكرية دولية لدعم غزة ويعلن تطوعه الشخصي

في خطوة جريئة أثارت جدلاً واسعاً، أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو عن إطلاق حملة تطوع وطنية داخل بلاده لتجنيد من يرغبون في الانضمام إلى جهود الدفاع عن غزة وتحرير فلسطين.
جاء هذا الإعلان خلال مشاركته البارزة في مظاهرة حاشدة مؤيدة للقضية الفلسطينية أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، يوم السبت 27 سبتمبر 2025، حيث ارتدى الكوفية الفلسطينية كرمز للتضامن.
أكد بيترو، في تصريحاته أمام المتظاهرين، أن الوقت قد حان للتحرك العسكري الدولي لوقف ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” في غزة، مشدداً على أن الدبلوماسية فشلت في إنهاء النزاع.
ودعا إلى توحيد الجهود بين الشعوب والجيوش من آسيا والسلاف والأمريكتين لتشكيل “جيش الخلاص العالمي”، الذي يُعتبر أقوى من أي قوة عسكرية حالية، ليصبح أداة لتحرير فلسطين وحماية الإنسانية من “الطغيان والشمولية”.
وأضاف بيترو أن هذا الجيش لن يكون تحت مظلة الأمم المتحدة التقليدية، بل قوة مستقلة تُشكل بناءً على قرار الجمعية العامة بموجب قرار “الموحدون من أجل السلام” الذي يتجاوز الفيتو.
لم يتوقف الأمر عند الدعوة العامة، إذ أعرب الرئيس الكولومبي عن استعداده الشخصي للمشاركة في القتال إذا اقتضت الضرورة، قائلاً إنه “لا يخشى الموت” وأنه سبق له خوض معارك سياسية وشخصية في الماضي.
وأوضح أن قائمة التطوع ستُفتح فوراً في كولومبيا لجمع الأسماء، مع التركيز على بناء قوة تضم متطوعين من جميع أنحاء العالم.
وكان بيترو قد سبق له في خطابه أمام الجمعية العامة يوم 23 سبتمبر، أن يدعو إلى إيقاف “الإبادة في غزة” ويطالب بتدخل عسكري دولي، مما أثار إعجاب بعض الدول وغضب آخرين، بما في ذلك الولايات المتحدة.
في سياق متصل، أدت تصريحات بيترو إلى رد فعل حاد من الإدارة الأمريكية، التي أعلنت إلغاء تأشيرته الدبلوماسية وطالبت بمغادرته الأراضي الأمريكية فوراً، متهمة إياه بـ”التحريض على العنف وعصيان الجنود الأمريكيين لأوامر الرئيس دونالد ترامب”.
وقد غادرت وفد الولايات المتحدة قاعة الجمعية العامة أثناء خطابه كرد فعل احتجاجي، معتبرة كلامه “متهوراً وخطرًا”. ويأتي هذا التصعيد بعد أن انضمت كولومبيا إلى تحالف “مجموعة لاهاي” برئاسة مشتركة مع جنوب أفريقيا، والتي تضم أكثر من 30 دولة لاتخاذ إجراءات دبلوماسية وقانونية واقتصادية ضد إسرائيل، بما في ذلك وقف شراء الأسلحة الإسرائيلية ومراجعة العقود الحكومية.
تُعد هذه الدعوة امتداداً لمواقف بيترو الداعمة لفلسطين، حيث أعلن في يوليو 2025 عن اتفاق مع 12 دولة لوقف التعامل التجاري مع الشركات الإسرائيلية، وفي الشهر التالي تعليق العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. كما أشاد خطابه بجهود إندونيسيا التي عرضت تقديم 20 ألف جندي لقوة مشابهة.
ومع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، مثل “عملية عربات جدعون 2” التي تهدف إلى تهجير ملايين الفلسطينيين، يُنظر إلى اقتراح بيترو كمحاولة جذرية لإعادة تشكيل الاستجابة الدولية للأزمة، رغم التحديات السياسية والقانونية التي تواجهه.