خطاب يهز الأمم المتحدة.. رئيس كولومبيا يتحدى واشنطن ويدعو لتحرير فلسطين!

كتبت: شروق محمد
أحدث خطاب الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة صدمة واسعة، بعدما خرج عن مألوف الخطاب الدبلوماسي التقليدي بلهجة حادة واتهامات مباشرة، إذ وصف ما يجري في غزة بأنه “إبادة جماعية” تقف وراءها الولايات المتحدة وأوروبا، داعياً إلى تشكيل “جيش دولي لتحرير فلسطين“ في خطوة غير مسبوقة على منصة أممية.
خطاب بيترو لم يكن معزولاً، بل جاء في سياق موجة أوسع من المواقف التي عبرت عنها دول ناطقة بالإسبانية، أبرزها إسبانيا وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية، لتتحول اللغة الإسبانية إلى حاملٍ جديد لخطاب أممي يدعو إلى العدالة والحرية، ويضع القضية الفلسطينية في صدارة النقاش العالمي.
شكلت تصريحات بيترو نقطة تحول في العلاقات التقليدية بين كولومبيا والولايات المتحدة، إذ بدت بمثابة قطع علني للدعم الدبلوماسي، خاصة مع مغادرة الوفد الأمريكي قاعة الاجتماع احتجاجاً على كلمته، في مشهد عكس فوراً حجم التوتر الجديد بين البلدين.
ويرى مراقبون أن هذا الموقف قد يدفع كولومبيا إلى إعادة صياغة سياستها الخارجية، والبحث عن شركاء جدد في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، بعيداً عن الارتهان التاريخي لواشنطن. كما أن دعوته لمحاكمة مسؤولين أمريكيين أمام هيئات دولية قد تفتح الباب أمام ملاحقات قانونية مثيرة للجدل، وتجعل الجرائم الدولية جزءاً من أجندة النقاش الأممي.
المخاطر والفرص
رغم الزخم الذي أثاره الخطاب، إلا أن كولومبيا تواجه مخاطرة كبيرة بالانعزال دبلوماسياً أو التعرض لضغوط اقتصادية وسياسية من الولايات المتحدة إذا قرر البيت الأبيض الرد بقوة.
لكن في المقابل، نجح بيترو في ترسيخ صورة بلاده كدولة نامية تجرؤ على تحدي القوى العظمى، وتوظيف المنابر الأممية للدفاع عن قضايا العدالة والحقوق.
لوحة ناطقة بالإسبانية
ما زاد من وقع خطاب بيترو أنه جاء متكاملاً مع مواقف إسبانيا وعدد من دول أمريكا اللاتينية، ليشكل لوحة إسبانية الصوت داخل الأمم المتحدة، وضعت غزة في صميم النقاش العالمي.
وبدا موقفه صادقاً ومدافعاً عن الحق، على عكس ما يُسجل من صمت أو مواقف باهتة من دول عربية شقيقة، بعضها اختار طريق التطبيع مع إسرائيل بدل مواجهة سياساتها.