القوات الإسرائيلية تتوغل في عمق غزة ولا تستجيب لدعوات وقف إطلاق النار

توغلت القوات الإسرائيلية في عمق مدينة غزة اليوم الأربعاء مما يهدد حياة الفلسطينيين الذين بقوا هناك على أمل أن يؤدي الضغط المتزايد على إسرائيل لوقف إطلاق النار إلى عدم فقدان منازلهم.
والتقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزعماء دول إسلامية في الأمم المتحدة بنيويورك أمس الثلاثاء لإجراء محادثات قالت وكالة أنباء الإمارات إنها ركزت على التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في الحرب وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والأزمة الإنسانية في غزة.
وقال ترامب إن الاجتماع التالي سيكون مع إسرائيل. وندد في وقت سابق بتحركات قامت بها مجموعة من الدول للضغط على إسرائيل عن طريق الاعتراف بدولة فلسطينية.
وتواصل إسرائيل حملتها العسكرية على مدينة غزة على الرغم من الدعوات المتكررة لها بالتراجع، وأصدرت إنذارات لسكان المدينة تطالبهم فيها بالإخلاء باتجاه الجنوب.
وغادر مئات الآلاف المدينة الواقعة في شمال القطاع، لكن عددا من السكان يخشى القيام بذلك بسبب انعدام الأمن وانتشار الجوع هناك.
تجاهلت القوات الإسرائيلية، التي تتوغل داخل المدينة التي يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة في أغسطس آب، الدعوات لوقف هجوم تقول الحكومة الإسرائيلية إنه يهدف إلى تدمير آخر معاقل مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وفي ضاحية تل الهوى بالمدينة، دخلت الدبابات مناطق مأهولة فحبست الناس في منازلهم، بينما شوهدت دبابات أخرى متمركزة قرب مستشفى القدس. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن محطة الأكسجين التابعة للمستشفى تضررت.
وقال شهود ووسائل إعلام تابعة لحماس إن الدبابات تقدمت أيضا إلى مسافة أقرب من مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس أطلقوا النار من داخل المستشفى، وهو ما نفته الحركة.
وقال إسماعيل الثوابتة، مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة والذي تديره حماس، في إشارة إلى عدة مداهمات سابقة شنتها القوات الإسرائيلية “نخشى أن تكون هذه الأكاذيب مقدمة لاقتحام جديد للمستشفى أو أي مستشفى آخر، وهو مرفوض تماما ومخالفة واضحة وصريحة لمبادئ القانون الدولي”.
ونشر الجيش الإسرائيلي لقطات جوية مشوشة، تُظهر على ما يبدو إطلاق نار من نافذتين. ولم يرد الجيش بعد على استفسارات ‘رويترز ‘حول كيفية التأكد من أن مقاتلين من حماس هم من أطلقوا النار، ومن كانوا يستهدفون.
وقال مسؤول أمني في حماس إن “عصابات إجرامية” أطلقت النار على المستشفى من خارج المجمع.
إقرأ أيضًا: باكستان تؤكد التزامها بدعم القضية الفلسطينية
إحباط دولي
ذكر مسعفون أن سبعة أشخاص قُتلوا في النصيرات وقرب رفح بجنوب القطاع. ولم يعلق بعد الجيش الإسرائيلي الذي يصر على أن هجماته تهدف إلى إنهاء حكم حركة حماس للقطاع.
وتلقت إسرائيل تنديدا دوليا واسع النطاق بسبب سلوكها العسكري في غزة الذي تقول السلطات الصحية في القطاع إنه أسفر عن مقتل أكثر من 65 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، وانتشار المجاعة.
ودفع الإحباط الدولي الناجم عن حرب غزة بعض حلفاء إسرائيل والولايات المتحدة إلى الاعتراف بدولة فلسطينية هذا الأسبوع. وتراجع التأييد للحرب داخل إسرائيل التي لا يزال لها 48 رهينة محتجزة في غزة، يعتقد أن 20 منهم أحياء، بالإضافة إلى مقتل 465 جنديا في القتال.
واعترفت حماس بمقتل بعض قادتها العسكريين، لكنها لم تكشف عن عدد مقاتليها الذين سقطوا في الحرب.
واندلعت الحرب بعد أن قادت حماس هجوما على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، مما أسفر وفقا لما تقوله إسرائيل عن مقتل نحو 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى غزة.