أخبار دولية

واشنطن تستخدم حق “الفيتو” وتعرقل قرار وقف الحرب في وسط غضب الدول الأخرى

فشل مجلس الأمن الدولى للمرة السادسة، فى اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض -فيتو-، ضد مشروع قرار قدمته الدول الـ١٠ غير دائمة العضوية، بوقف غير مشروط ودائم لإطلاق النار، تحترمه جميع الأطراف، وحكومة إسرائيل بأن ترفع فورا ودون شروط جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية وضمان توزيعها بشكل آمن ودون عوائق، خاصة من قِبل الأمم المتحدة والشركاء فى مجال العمل الإنسانى.

وذلك خلال مشروع القرار، الذى أيده ١٤ عضوا من دول أعضاء المجلس، وقدمه ١٠ دول غير دائمة العضوية بمجلس الأمن وهى: الجزائر، باكستان، بنما، كوريا الجنوبية، الدنمارك، سلوفينيا، سيراليون، الصومال، غيانا، واليونان، استخدمت واشنطن، الفيتو.

رد فعل مندوبين الدول الأخرى علي ذلك القرار 

قالت المندوبة الدائمة للدنمارك، كريستينا لاسن، التى تحدثت بالنيابة عن الدول التى تقدمت بمشروع القرار، إن الوضع الكارثى فى غزة هو ما دفع الدول للتقدم بمشروع قرار لوقف إطلاق النار، فيما أوضح مندوب الصومال، أن الوضع فى غزة طارئ ويتطلب اهتماما فوريا، مشيرا إلى توسيع العدوان فى القطاع وانتشار المجاعة، والعالم يتطلع إلى مجلس الأمن ليتخذ إجراء، لكنه فشل فى اعتماد قرار يضمن الحقوق الأساسية لسكان غزة، واصفا عدم اعتماد القرار بأنه فشل أخلاقى ذريع، مؤكدا استمرار العمل من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطينى وتعزيز السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط.

بينما أعتذر مندوب الجزائر الدائم عمار بن جامع، لشعب فلسطين، وخاصة فى غزة، قائلا: «سامحونا لأن هذا المجلس لم يستطع إنقاذ أطفالكم، حيث قتلت إسرائيل أكثر من ١٨ ألف منهم، كما لم يستطع حماية النساء، حيث قتلت إسرائيل أكثر من ١٢ ألف منهن، فيما قتلت ٤ آلاف من كبار السن».

وأضاف أن مجلس الأمن فشل وعلينا الاختيار إما التحرك لوقف الإبادة الجماعية أو أن يحسب ضمن المتواطئين، كما أن فشل المجلس هو ندبة فى ضمير الإنسانية.

وأوضح الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافونت، أن مشروع القرار ركز على القضايا الإنسانية وكرر ٣ مطالب مهمة، مشددا على أن بلاده تدين بشدة تمديد وتكثيف الهجوم الإسرائيلى على قلب مدينة غزة، لافتا إلى أن باريس طالبت تل أبيب، بإنهاء هذه الحملة المدمرة، التى لم يعد لها أى منطق عسكرى، واستئناف المفاوضات فى أسرع وقت ممكن بهدف وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن، محذرا من أن تجويع السكان جريمة، مضيفا أن فرنسا ستواصل الحشد من خلال الرئاسة المشتركة مع السعودية، لمؤتمر تنفيذ حل الدولتين، الاثنين المقبل.

وأشارت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة باربرا وودورد، إلى أن بلادها صوتت لصالح مشروع القرار للمطالبة بتحرك عاجل لمعالجة الوضع الإنسانى المروع فى غزة، وإعادة الرهائن إلى منازلهم وإنهاء الصراع، مضيفة أن الحاجة إلى وقف إطلاق النار باتت ملحة أكثر من أى وقت مضى.

وأضافت أن توسيع إسرائيل المتهور لعمليتها العسكرية يبعدنا أكثر عن التوصل إلى صفقة يمكن أن تعيد الرهائن إلى ديارهم وتنهى المعاناة فى غزة، وحثت الحكومة الإسرائيلية على إنهاء سفك الدماء، وعلى رفع قيودها فورا على دخول المساعدات، والسماح للأمم المتحدة والوكالات الإنسانية بإنقاذ الأرواح. وانتقد الممثل الدائم لروسيا فاسيلى نيبينزيا، استخدام للفيتو من الولايات المتحدة، التى عرقلت مرة أخرى اعتماد قرار كان يمكن أن يوقف سفك الدماء، مضيفا أن التوصل إلى تسوية فى الشرق الأوسط لن يشهد تحقيق تقدم، إذا لم تغير الولايات المتحدة العدسة التى تنظر من خلالها إلى الأزمة فى غزة، وما دامت الدبلوماسية متعددة الأطراف فى الأمم المتحدة يُنظر إليها هناك باعتبارها عائقا بدلا من أن تكون أداة مهمة.

وقال مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، فو تسونج، إن بلاده تشعر بخيبة أمل إزاء نتيجة التصويت، متسائلا: «كم من الأرواح البريئة يجب أن تُزهق قبل أن يتسنى تحقيق وقف إطلاق النار، ولا يمكن للقوة أن تحقق السلام، ولا يمكن للعنف أن يحقق الأمن»، محذرا من أن إطالة أمد الحرب لن يؤدى إلا إلى مزيد من الموت والكراهية، وأن النهج السلبى والمعرقل لعمل المجلس، هو ما أضعف فاعلية هذا المجلس فى معالجة قضية غزة.

وقالت حركة «حماس» إن الفيتو الأمريكى يمثل تواطؤا سافرا وشراكة كاملة فى جريمة الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى، كما يمثل ضوءًا أخضر لاستمرار جرائم القتل والتجويع، والهجوم الإجرامى المتوحّش على مدينة غزة، وثمنت حماس موقف الدول العشر التى تقدّمت بمشروع القرار لمجلس الأمن، داعية الدول والهيئات الدولية كافة إلى مواصلة الضغط على حكومة مجرم الحرب نتنياهو لوقف عدوانه، ومنع استمرار جريمة الإبادة الجماعية الموثّقة أمميّا، وضمان محاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم أمام محكمة الجنايات الدولية. وحملت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الإدارة الأمريكية، المسؤولية الكاملة عن تداعيات استخدامها لحق النقض، موضحة أنه بمثابة ضوءٍ أخضر لاستمرار الإبادة والتدمير وارتكاب المجازر بحق المدنيين.

وقالت الجبهة الشعبية، فى بيان، إنه ليس غريبا على الولايات المتحدة الأمريكية، التى تقود وتنسق وتدعم الاحتلال بكل أنواع الأسلحة وتشارك فى مخططاته، والتى تأسست على المجازر وقتل ملايين السكان الأصليين، وتمتلك سجلاً حافلاً بالجرائم ودعم جرائم الحرب، أن تتخذ مثل هذا القرار المجرم المنحاز. وطالبت المجتمع الدولى بالتحرك الفورى لتبنى آليات فعّالة، بعيداً عن هيمنة الفيتو الأمريكى الذى حوّل مجلس الأمن إلى ساحة لـ«شريعة الغاب»، وأتاح للكيان الإسرائيلى الإفلات من العقاب ومواصلة جرائمه دون رقيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى