بريطانيا تطلق موقعاً على الإنترنت المظلم لتجنيد جواسيس من روسيا وأنحاء العالم

في خطوة غير مسبوقة، أطلق جهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني “إم آي 6″، يوم الجمعة 19 سبتمبر 2025، موقعاً إلكترونياً على شبكة الإنترنت المظلم بهدف تجنيد جواسيس جدد من روسيا ومناطق أخرى حول العالم.
يحمل الموقع اسم “البريد الصامت”، ويوفر قناة اتصال آمنة للأفراد الذين يمتلكون معلومات حساسة تتعلق بالإرهاب أو الأنشطة الاستخباراتية المعادية، للتواصل مع السلطات البريطانية بسرية تامة.
وأعلن الجهاز أن تعليمات الوصول إلى هذه البوابة الإلكترونية الجديدة متوفرة عبر قناته الرسمية على يوتيوب، حيث يمكن للمهتمين الحصول على إرشادات حول كيفية استخدام الموقع بأمان.
وفي كلمة موجهة إلى الجواسيس المحتملين، قال ريتشارد مور، رئيس جهاز “إم آي 6” المنتهية ولايته، إن “بابنا الافتراضي مفتوح لكم”، داعياً الأفراد الذين يملكون معلومات قيمة إلى التواصل مع الجهاز.
ونصحت “إم آي 6″، الذي اشتهر عالمياً من خلال شخصية جيمس بوند الخيالية للكاتب إيان فليمنغ، الراغبين في التواصل باستخدام متصفح “تور” الآمن للوصول إلى الإنترنت المظلم، مع التأكيد على ضرورة استخدام أجهزة وحسابات بريد إلكتروني غير مرتبطة بهوياتهم الشخصية لتجنب الاشتباه.
كما أشارت إلى إمكانية استخدام شبكات “في بي إن” (VPN) كبديل في حال كان متصفح “تور” محظوراً في بلدانهم. ونُشرت هذه التعليمات بعدة لغات لتسهيل الوصول إلى الموقع من مختلف أنحاء العالم.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن إطلاق هذا الموقع يأتي في إطار تعزيز قدرات المملكة المتحدة لمواجهة التهديدات المتنامية في عالم متغير.
وأضافت أن استخدام أحدث التقنيات في هذا المشروع يهدف إلى تمكين جهاز الاستخبارات من استقطاب جواسيس جدد من روسيا ودول أخرى، لضمان بقاء بريطانيا “متقدمة بخطوة على خصومها”.
ويأتي هذا الإجراء في ظل تصاعد التوترات الدولية، خاصة مع روسيا، حيث أعربت بريطانيا عن قلقها من عدم وجود مؤشرات على استعداد موسكو للتفاوض بشأن السلام في أوكرانيا.
يُعد هذا الموقع خطوة مبتكرة تستغل الإنترنت المظلم، المعروف بصعوبة تتبعه، لضمان سرية التواصل وحماية هوية المصادر، مما يعكس تحولاً في استراتيجيات التجنيد الاستخباراتي لمواكبة التطورات التكنولوجية وتلبية التحديات الأمنية المتزايدة.